انتقادات قوية لكلمة نجاد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتوالى ردود الأفعال على كلمة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمام مؤتمر المراجعة الخاص بمؤتمر ديربان لمكافحة العنصرية، التي انتقد فيها إسرائيل بأنها التجسيد الحقيقي للعنصرية ، والدول الغربية لاعتمادها المعايير المزدوجة تجاه حقوق الإنسان.
وشهدت كلمة الرئيس الإيراني مقاطعات وخروج عشرات الوفود، تحديداً الأوروبية، احتجاجاً.
واعترض محتجان، على الأقل، أحمدي نجاد قبيل بدء كلمته، بالهتاف: "أنت عنصري."
وتساءل أحمدي نجاد عن الأسباب الجوهرية للهجوم الأمريكي على العراق أو غزو أفغانستان قائلا : "هل كان الدافع وراء غزو العراق أي شيء غير غطرسة الإدارة الأمريكية والضغوط المستمرة للقوى لكي تزيد من نفوذها والسعي للقضاء على بلد ذو ثقافة عريقة من خلال استغلال المصادر الطبيعية للعراق."
هذا وقد أبدت مفوضة المفوضية العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، "صدمتها وحزنها من كافة ما أدلى به أحمدي نجاد."
واستطرد يقول :" تم قتل وتشريد الملايين، لقد تكبد الشعب العراقي خسائر فادحة بلغت الملايين من الدولارات ، مضيفا : إن الأمريكان كلفوا أنفسهم الملايين من الدولارات من أجل غزو العراق وأفغانستان فتم هذا بتخطيط أمريكي إسرائيلي."
وأنتقد الرئيس الإيراني ازدواجية المعايير التي يتبعها مجلس الأمن وتثبيته لوجود "الكيان الصهيوني، والصمت حيال الجرائم التي يرتكبها، كما دعا إلى ضرورة إصلاح هيكلية مجلس الأمن الدولي وإلغاء حق النقض (لفيتو) الذي تمتع به الدول الكبرى."
خرجت عشرات الوفود احتجاجاً على كلمة نجاد
واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان استخدام منصة المؤتمر لتوجيه الاتهام، والفرقة، بل وحتى للتحريض. مضيفا أن ذلك هو على العكس مما يسعى هذا المؤتمر لتحقيقه، كما يصعب من العمل على بناء حلول بناءة لمشكلة العنصرية.
وقال كي مون إنه من المؤسف جدا ألا تجد مناشدته للتطلع إلى مستقبل من الوحدة آذانا صاغية من قبل الرئيس الإيراني، وأكد على الحاجة إلى التطلع إلى المستقبل، وليس إلى ماضي الإنقسام.
وأشار المسوؤل الأممي إلى أن الأمم المتحدة قد تبنت قرارات بإلغاء مساواة الصهيونية بالعنصرية، وتأكيد الحقائق التاريخية المتعلقة بمحرقة اليهود.
وبادر رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، الذي تمسك بالمشاركة رغم مقاطعة العديد الأوروبية للمؤتمر، بإصدار "إدانات دون تحفظ" للرئيس الإيراني.
وكانت معظم الدول الغربية منها: إيطاليا، وألمانيا، وأستراليا، وكندا، وهولندا، ونيوزلندا، وهولندا، والسويد، وإسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة، قد قاطعت المؤتمر.
وبررت تلك الدول مقاطعتها بسبب تضمين الوثيقة الختامية للمؤتمر ما اعتبرته تلك الدول انتقاداً لإسرائيل، بعد حملتها العسكرية الأخيرة على قطاع غزة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، بنيامين نتنياهو، أثناء إحياء ذكرى الهولوكوست، إن إسرائيل "لن تسمح لناكري الهولوكوست ارتكاب محرقة أخرى ضد اليهود."
ومن جانبه قال وزير الخارجية الفرنسية، بيرنارد كوشنير، إن بلاده "لن تتيح لأي كان إتخاذ المؤتمر كرهينة واستخدامه كمنصة لإطلاق تعليقات شائنة."
وبدوره قائل رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، إن الاعتراض الصريح لموافق أحمدي نجاد "أمر إيجابي للغاية، مشيراً إلى أن جوهر الأزمات مع إيران، هو تهديداتها المتواصلة لإسرائيل وشعبها، إلى جانب طموحها النووي.
وانبرى نائب المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، أليغاندور وولف، بوصف تصريحات نجاد بأنها "جديرة بالازدراء" و"المقيتة."
هذا وقد أبدت، نافي بيلاي، رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة : "صدمتها وحزنها عن كافة ما أدلى به أحمدي نجاد."