صورة التقطت بالأقمار الصناعية قبل يومين من إطلاق الصاروخ
سيؤول، كوريا الجنوبية(CNN)-- أعلنت القيادة الدفاعية الفضائية لأمريكا الشمالية الأحد فشل تجربة كوريا الشمالية في إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، تزامناً مع إشارة حكومة سيؤول لإخفاق صاروخ الشطر الشمالي في بلوغ وجهته.
وجاء في بيان صادر عن القيادة الدفاعية الفضائية لأمريكا الشمالية، الذي أسسته الولايات المتحدة وكندا، ويهتم برصد الأجسام الصناعية في الفضاء ويقوم بتعقبها: "أقر المسؤولون الأحد بإطلاق كوريا الشمالية لصاروخ "تايبو دونغ 2"، الذي مر بالأراضي اليابانية وبحر اليابان."
وتابع البيان "سقطت المرحلة الأولى من الصاروخ في بحر اليابان، واستقرت المرحلة المتبقية بالحمولة ذاتها في المحيط الهادئ.. لم يدخل الهدف مدار الأرض ولم تتساقط شظايا في اليابان."
ويأتي البيان بعد قليل من إعلان مسؤولين في كوريا الشمالية وروسيا الأحد، أن نظام بيونغ يانغ أطلق بنجاح قمراً صناعياً نحو المدار الأرضي، وفق ما نقلت وكالتا الأنباء الرسمية في الدولتين.
وقالت وكالة الأنباء في كوريا الشمالية إن "العلماء والتقنيين في كوريا الشمالية نجحوا في وضع قمر الاتصالات التجريبي كوانجميونغسونغ-2" في المدار الأرضي، أطلق على متن الصاروخ "أونها-2" في إطار برنامج لتطوير الفضاء الخارجي."
وقال الناطق باسم الخارجية الروسية، أندري نيسترينكو، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة إن نظام بيونغ يانغ: "وضع قمراً اصطناعياً في مدار الأرض."
وأعربت كوريا الجنوبية عن اعتقادها بإطلاق الشطر الشمالي لقمر صناعي، وقال وزير الخارجية، يو ميونغ-هوان:" في الوقت الراهن نعتقد أنه قمر صناعي، لكن علينا تحديد إذا ما كان ناجحاً أم لا."
وكانت مصادر أمريكية وكورية جنوبية مسؤولة قد أكدت في وقت سابق لـCNN إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بعيد المدى، أثار جدلاً واسعاً واستعدادات عسكرية غير مسبوقة في المنطقة، فيما سيعقد مجلس مجلس الأمن الدولي اجتماعاً استثنائياً في وقت لاحق الأحد لمناقشة التطورات.
ومازال في قيد المجهول طبيعة حمولة الصاروخ، الذي يزعم نظام بيونغ يانغ الشيوعي إنه قمر اصطناعي سيطلق نحو المدار الأرضي، فيما تقول الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية بالإضافة للعديد من دول المنطقة، أنه صاروخ يحمل رأساً حربياً.
وأكد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية للشبكة أن الصاروخ مر باليابان، التي أعلنت حالة استنفار قصوى وهددت بإسقاط الصاروخ حال مروره بأراضيها، إن اقتضت الضرورة.
وقال وزير ياباني لحشد من الصحفيين مباشرة بعد إطلاق الصاروخ، إن قوات بلاده لم تضطر لاعتراض الصاروخ حيث ينفصل جزء منه في المرحلة الأولى ليسقط في بحر اليابان، في حين انفصل جزء ثان في المرحلة الثانية فوق المحيط الهادي.
هذا وقد دعت الحكومة اليابانية مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الأحد.
وكانت كوريا الشمالية قد هددت في وقت سابق بشن ضربات عسكرية على اليابان، منذرة بأن اعتراض صاروخها سيعد بمثابة إطلاق شرارة حرب.
وسارعت الإدارة الأمريكية، وعلى لسان الناطق باسمها، فرد لاش، بإدانة إطلاق الصاروخ، ووصفته بأنه "عمل استفزازي ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي بشأن برنامج كوريا الشمالية التسلحي."
وفرضت الأمم المتحدة عقوبات على كوريا الشمالية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2006، تحظر عليها إجراء تجارب إطلاق صواريخ ذاتية الدفع عابرة للقارات ووقف التجارب النووية.
ومن جانبها، أدانت كوريا الجنوبية خطوة الشطر الشمالي، ودعا المكتب الرئاسي إطلاق الصاروخ بأنه "تهديد خطير" للسلام العالمي، وفق وكالة الأنباء الرسمية هناك، يونهاب."
وقال الناطق باسم الرئاسة، لي دونغ-كوان: "لا يسعنا سوى إبداء الأسف وخيبة الأمل للتهديدات الخطيرة التي تسببت بها كوريا الشمالية لأمن شبه الجزيرة الكورية والعالم بأسره، بإطلاق صاروخ بعيد المدى، فيما تتضافر جهود العالم للتغلب على أزمة اقتصادية عالمية."
وقبيل ساعات من الإطلاق، دعت حكومة سيؤول لاجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي في ظل تنامي المؤشرات بأن الشطر الشمالي على وشك إطلاق الصاروخ.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وجه الجمعة تحذيراً علنياً إلى كوريا الشمالية الجمعة، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، بمدينة "ستراسبورغ" الفرنسية، إن "كوريا الشمالية لا يجب أن تمضي قدماً في هذا الشأن."
وأضاف أوباما قائلاً: "سوف نعمل مع جميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي، لاتخاذ الإجراءات الملائمة، لتدرك كوريا الشمالية جيداً، أنها لن يمكنها تهديد سلامة وأمن دول أخرى، وتتمتع بحصانة"، بحسب قوله.
ويتخوف الغرب أن القمر الصناعي ليس سوى غطاء تجربة لصاروخ باليستي بعيد المدى، قد يجعل أهدافاً أمريكية في مرمى الدولة الشيوعية.
وانتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، النائب هوارد بارمان، كوريا الشمالية قائلاً: "التجربة استفزاز غير ضروري يرفع وتيرة التوتر في المنطقة."
وبدوره قال المبعوث الأمريكي الخاص للمباحثات السداسية، ستيفن بوسوورث: "إذا كان قمراً صناعياً أو صاروخاً، الأمر سيان: أنه عمل استفزازي."
وهدد بوسوورث أن الولايات المتحدة تقف مستعدة للمشاركة في مداولات الأمم المتحدة بشأن فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية.
وتهدف المباحثات السداسية وبمشاركة كل من: الولايات المتحدة، والصين، واليابان، وروسيا إلى جانب الكوريتين: الشمالية والجنوبية، لإقناع نظام بيونغ يانغ التخلي عن برنامجه النووي مقابل مكاسب سياسة واقتصادية.