الكرملين.. جاهزون للردع وحماية مصالحنا
موسكو، روسيا (CNN) -- أوضحت سياسة الأمن القومي الروسي الجديدة، أن حكومة الكرملين على استعداد للدخول في مواجهات عسكرية لحماية حصصها من الموارد الطبيعية الآخذة في التضاؤل، في أنحاء العالم، من بينها الشرق الأوسط.
ولم تستبعد الإستراتيجية الأمنية الجديدة، التي كشفت عنها موسكو هذا الأسبوع، اللجوء للقوى العسكرية لحل الأزمات التي قد تنبثق جراء تناقص موارد الطاقة، كالنفط والغاز، ما سيزج بالعالم في منافسة قوية لتأمين تلك المصادر، وفق "التايم."
وجاء في الورقة الإستراتيجية التي وقعها الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، الأربعاء: "في خضم المنافسة على الموارد، استخدام القوى العسكرية لحل المشاكل التي ستنجم عن ذلك، أمر غير مستبعد."
وتابعت: "هذا قد يدمر موازيين القوى على حدود روسيا وحلفائها."
وأظهرت الحرب الخاطفة التي خاضتها القوات الروسية ضد جورجيا العام الماضي، ضرورة وضع سياسة أمنية جديدة عوضاً عن تلك القائمة منذ عام 2002، وتركز على الدور الروسي في الحرب على الإرهاب أثناء القتال في الشيشان.
وسيسري العمل بالسياسة الأمنية القومية الجديدة حتى عام 2020.
واتسمت لهجة الورقة الجديدة بالليونة، رغم التأكيد على استعداد روسيا، أكبر مصدر للنفط والغاز، لاستخدام القوة العسكرية لحماية وحتى توسيع نطاق احتياطياتها من الموارد الطبيعية.
وقال نيكولاي بتروف، المحلل بـ"مركز موسكو كارنيج": "روسيا تقدمت بصيغة محددة لسياستها الخارجية والدفاعية، وإلا أن هذه الورقة لا تحدد ملامح هذه السياسة فحسب. بل تفرض واقعاً."
وأضاف: "إذا نظرت إلى صيغة الخاصة بإستراتيجية القطب الشمالي العام الماضي، وقارنتها بالورقة الحالية، سترى تغيراً في موقف الحكومة وأصبح أكثر اعتدالاً."
وأردف: "في تفسير آخر، وزارة الخارجية تسعى لتقديم إستراتيجية أقل عدوانية."
وعلى صعيد متصل، واصل الرئيس الروسي، انتقاده للمناورات العسكرية التي ينفذها حلف شمال الأطلسي "ناتو" في جورجيا منذ السادس من مايو/أيار الجاري.
وقال في مؤتمر صحفي عقده ورئيس الوزراء الإيطالي، سلفيو برلسكوني، في ختام جلسة المحادثات التي جرت بينهما في مقر إقامة الرئيس الروسي في بارفيخا السبت إن أفعالا من هذا القبيل تصب في إطار شحن الأجواء ولا تساهم في حفظ الأمن الدولي، وفق نوفوستي.
ونددت روسيا بقرار حلف الناتو استخدام الأراضي الجورجية كمسرح للمناورات العسكرية، وانتقدت إجراء مناورات عسكرية في منطقة شهدت حرباً في أغسطس/آب الماضي.
وتطرق ميدفيديف إلى اللقاء المرتقب الذي سيضمه ونظيره الأمريكي، باراك أوباما، قبل أيام من عقد قمة الثمان في إيطاليا، في يوليو/آذار المقبل، حيث قال إنه يأمل في أن يوفر هذا اللقاء الفرصة لتطوير الحوار الروسي الأمريكي حول مسائل خلافية.