واشنطن تقر بإصابة 11 مدنياً في غارة جوية بأفغانستان

الجيش الأمريكي يؤكد مقتل 11 مسلحاً ومسؤولون أفغان يتحدثون عن مقتل عشرات المدنيين

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- وسط تقارير أفغانية تتحدث عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، في غارة جوية نفذتها طائرات أمريكية جنوب أفغانستان، في وقت سابق الثلاثاء، رجح مسؤول رفيع بالجيش الأمريكي، أن يكون القصف قد أسفر عن إصابة 11 مدنياً على الأقل.

وقال المسؤول الأمريكي، في تصريحات لـCNN الأربعاء، إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" قررت فتح تحقيق في "الحادث"، بعد تقارير محلية أفادت بأن عشرات المدنيين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، قُتلوا جراء القصف الأمريكي، الذي استهدف إقليم "فرح" جنوبي أفغانستان.

وأشار المسؤول نفسه إلى أن التقارير الأولية لدى الجانب الأمريكي، بشأن تلك الغارة، تفيد بمقتل 11 مسلحاً على الأقل ممن يشتبه بانتمائهم إلى حركة "طالبان"، وإصابة 11 مدنياً آخرين.

في الوقت نفسه، أكد قائد الشرطة في إقليم "فرح" الأفغاني، العقيد عبد الغفار وتندار، لـCNN، مقتل العديد من المدنيين جراء العملية التي قامت بها قوات التحالف في الإقليم الثلاثاء، إلا أنه رفض التحدث عن الرقم الحقيقي للقتلى والجرحى، إلا بعد انتهاء لجنة التحقيق من مهمتها في المنطقة.

كما قررت وزارة الدفاع الأمريكية تشكيل فريق تحقيق في "الحادث"، تم إرساله أيضاً إلى ذات المنطقة.

وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، قال القائم بعمل المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، روبرت وود، في بيان: "تلقت قوات التحالف والحكومة الأفغانية تقاريراً عن مقتل مدنيين، خلال معارك أعقبت هجوم شنه مسلحون عن قوات الأمن الأفغانية، في إقليم فرح في الخامس من مايو/ أيار الجاري."

وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة تعرب عن عميق أسفها ومواساتها لسقوط أي مصابين أو خسائر في الأرواح بين أفغان أبرياء، نتيجة العملية التي شاركت بها قواتها."

جاءت تلك التطورات بعد قليل من تصريحات أدلى بها رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مايك مولين، الاثنين، والتي أعرب فيها عن انزعاجه البالغ من المكاسب التي حققها تنظيم القاعدة وحركة طالبان في كل من أفغانستان وباكستان.

تزامنت تصريحات أعلى مسؤول عسكري أمريكي، مع نشر تقرير لوزارة الخارجية لفت إلى الارتفاع الحاد في معدل الهجمات الإرهابية في أفغانستان والجارة باكستان.

وتخطط إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، زيادة حجم الجنود الأمريكيين في أفغانستان، من حوالي 45 ألف جندي إلى 68 ألف جندي.

وكان الرئيس الأمريكي قد تعهد بإرسال 17 ألف جندي إضافي، إلى البلد الذي وصفه بـ"الجبهة المحورية على الإرهاب"، وسط إجماع مسؤولين ومحللين أن الزج بالمزيد من القوات المقاتلة، في الحرب الدائرة منذ سبع سنوات، خطوة محدودة التأثير ما لم يتبن التحالف الدولي إستراتيجية جديدة في دولة اكتسبت، بعد ألفي عام من النزاعات، لقب "مقبرة الإمبراطوريات."