إحدى السيدات تبكي قريبا لها قضى في الحادث
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في قاع المحيط الأطلسي، كان ركاب الرحلة رقم AF447 المتجهة من مطار ريو دي جانيرو البرازيلي إلى "شارل ديغول" الفرنسي، على موعد مع موت محتوم.
إذ بعد نحو أربع ساعات من إقلاع الرحلة التابعة لشركة "إيرفرانس"، راحت الطائرة تهوي بركابها إلى عمق المحيط، فكانت آخر إشارة أرسلتها إلكترونية للإبلاغ عن تعطل أنظمتها وانخفاض الضغط فيها.
وبعدها، تحطمت الطائرة، وتحطمت معها آمال ذوي الركاب الـ228.
فخافيير ألفاريز لم يدرك أن مطار ريو دي جانيرو سيكون آخر محطة يلتقي فيها بزوجته آنا نيغرا بارابيج، التي ودعها في وقت سابق من ذلك اليوم.
فبعد قضاء شهر العسل في البرازيل، افترق العروسان الإسبانيان، حيث قررت العروس التوجه وحدها إلى أوروبا لزيارة أهلها، في الوقت الذي عاد فيه زوجها إلى دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يقيم العروسان، ليكتشف فور وصوله المطار بأن آنا كانت في تلك الأثناء تواجه الموت المحتم مع 227 آخرين، كانوا على متن الرحلة نفسها.
أما المهندس آرثر كوكلي، 61 عاما، والذي كان عائدا إلى منزله لقضاء الإجازة مع عائلته، فقد كان القدر يدفعه باتجاه الرحلة AF447 ، حيث اضطر للسفر على متنها بعد أن تم تأجيل رحلته.
وكان كوكلي وزوجته يخططان لشراء منزل ويخت في جزيرة كورفو اليونانية بعد تقاعده، ولكن القدر خطط له بشكل مغاير.
وتقول زوجة كوكلي، إنها تنبأت بوقوع كارثة حينما اتصل بها ابنها باتريك مستفسرا عن رقم رحلة والده، : "في البداية لم أتوقع أنها طائرته، ولكنني عدت مسرعة إلى المنزل كي اتأكد من مسار رحلته على الانترنت، حيث تلقيت النبأ المفجع".
وتستذكر كوكلي بحرقة آخر حديث لها مع زوجها، الذي قال لها: "أنا في المطار الآن يا عزيزتي، أنهيت إجراءات السفر، ولم يبق لي إلا الصعود إلى الطائرة."
وتقول كوكلي: "كنت مبتهجة.. فقد كان عائدا إلى المنزل لنقضي الإجازة معا."
وعلى الضفة الأخرى، لعب القدر لعبته في صالح الزوجين الفرنسيين كلود جافيول وأمينا، اللذان ثار غضبهما حين لم يجدا مكانا لهما على متن الرحلة AF447، وإذ بنبأ اختفاء الطائرة يصلهم بعد بضع ساعات من إقلاعها، ليكتشفوا أن عمرا جديدا قد كتب لهما.
وبمزيج من الحزن والارتياح، عبرت أمينا عن دهشتها قائلة: "لا أكاد اصدق كم نحن محظوظين.. ولكننا في الوقت ذاته نشعر بالتعاطف مع من قضوا في تلك الرحلة."
وما كان ليخطر على بال عائلة الكساندر بيجوروي، 11 عاما، بأن زيارة صغيرهم إليهم في البرازيل ستكون هي الأخيرة، حيث كان (الكساندر) واحدا من بين الأطفال السبعة المتواجدين على متن الطائرة المنكوبة.
وكان بيجوروي قد أنهى إجازته مع عائلته في البرازيل عائدا إلى مدرسته الداخلية في مدينة بريستول الإنجليزية، ليجد الموت بانتظاره قرب ساحل مدينة ناتال البرازيلية، تاركا وراءه مقعدا دراسيا فارغا.
ومع مرور الوقت، تتلاشى الآمال بالعثور على ناجين من هذا الحادث، الذي حير إدارة شركة الخطوط الفرنسية "إيرفرانس،" إذ لم يتم حتى الآن العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة لحل لغز تحطمها.