كوريا الشمالية تحظر المراقبين بمحاكمة الصحفيتين الأمريكيتين

متظاهرون يرفعون صوراً للصحفيتين لورا وإيونا ويطالبون بغطلاق سراحهما

بيونغ يانغ، كوريا الشمالية (CNN)-- منعت السلطات الكورية الشمالية حضور مراقبين لمحاكمة الصحفيتين الأمريكيتين والتي بدأت الخميس في العاصمة بيونغ يانغ، وفقا لما أعلنه إيان كيلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.

وقد تواجه الصحفيتان لورا لينغ، وهي أمريكية من أصل صيني، وإيونا لي، أمريكية من أصل كوري، واللتان تعملان في قناة "كارنت" Current TV، التي يشارك في إدارتها آل غور، نائب الرئيس الأمريكي السابق، أحكاماً بالسجن في حالة إذا ما أدانتهما المحكمة.

وأضاف كيلي أن السفير السويدي لدى كوريا الشمالية أبلغه بأن السلطات لم تسمح للمراقبين بحضور المحاكمة، ووصف المحاكمة بأنها "مبهمة."

وتحتجز السلطات الكورية الشمالية الصحفيتين الأمريكيتين منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، بتهمة دخول الدولة الشيوعية "بصورة غير مشروعة بنية القيام بأعمال عدائية."

وفيما أعرب مراقبون لـCNN عن اعتقادهم بأن المحاكمة ستكون سريعة ولن تستمر طويلاً، متوقعين أن تصدر حكمها الخميس، مشيرين إلى أن عقوبة "ارتكاب أعمال عدائية"، بموجب القانون في كوريا الشمالية، قد تصل إلى السجن لفترة تتراوح بين خمسة وعشرة أعوام.

ووفقاً لما ذكرت وكالة الأنباء المركزية فإن "المحكمة المركزية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الديمقراطية"، ستعقد أولى جلساتها في الساعة الثالثة بعد ظهر الخميس، بالتوقيت المحلي (الثانية صباحاً بتوقيت الساحل الأمريكي الشرقي)، بناءً على الاتهامات الموجهة إليهما.

وخرجت أسرتا الصحفيتين عن صمتهما الطويل الذي استمر لعدة شهور، بعد إلقاء القبض على الفتاتين في كوريا الشمالية، حيث قدموا مؤخراً العديد من الالتماسات والنداءات عبر وسائل الإعلام، للعمل على سرعة الإفراج عنهما.

وقالت ليزا لينغ، شقيقة لورا، في تصريحات لبرنامج "أنردسون كوبر 360"، مساء الأربعاء: "عندما غادرت الفتاتان الولايات المتحدة لم يكن في حسبانهما مطلقاً أن تعبرا الحدود إلى كوريا الشمالية، وإذا كانتا قد فعلتا ذلك في أي نقطة، فإننا نعتذر عن ذلك."

كما أضافت ليزا، والتي تعمل كمراسلة خاصة لدى CNN، موجهة حديثها إلى السلطات في بيونغ يانغ، قائلة: "ونحن نعلم أنهما تشعران أيضاً بالأسف الشديد جداً لذلك، ونناشدكم أن تظهروا الرحمة اليوم."

وجرى اعتقال الصحفيتين الأمريكيتين في 17 مارس/ آذار الماضي، أثناء قيامهما بإعداد تقرير صحفي عن وضع سكان المناطق الحدودية بين الصين وكوريا الشمالية، حيث اتهمتهما السلطات آنذاك بدخول الأراضي الكورية الشمالية بصورة غير قانونية.

ونظراً لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين واشنطن وبيونغ يانغ، فقد قاد سفير السويد لدى كوريا الشمالية، باعتبار أن بلاده ترعى المصالح الأمريكية في الدولة الشيوعية، بزيارة الصحفيتين، في الوقت الذي دعت فيه الخارجية الأمريكية بإطلاق سراحهما فوراً.

كما دعت منظمات صحفية دولية إلى إطلاق سراح الصحفيتين الأمريكيتين، حيث طالب المعهد الصحفي الدولي بيونغ يانغ الشهر الماضي، بإطلاق سراحهما "فوراً"، معتبراً أنهما تستغلان كـ"رهينتين سياسيتين" في خلاف دبلوماسي أكبر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

وأقرت بيونغ يانغ في مارس/ آذار بأنها قامت بتوقيف الصحفيتين الأمريكيتين على أراضيها، معتبرة أن ذلك جاء بعدما "دخلتا البلاد بصورة غير شرعية"، وذلك إثر تقارير نُشرت حول اعتقالهما من قبل حرس الحدود خلال قيامها بتصوير مناطق عند الحدود الكورية الصينية.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أشارت إلى أن غور طلب مساعدة وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، لمعالجة القضية، وفق ما أكده مسؤول كبير في الوزارة لشبكة CNN.