ميدفيديف: الاتفاق مع الأمريكيين مرتبط بدرعهم الصاروخي
موسكو، روسيا (CNN)-- أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن تفاؤل بلاده بشأن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة، وذلك قبل قمة مرتقبة تجمعه بنظيره الأمريكي باراك أوباما، الذي يصل موسكو في زيارة تستمر ليومين.
ووفقاً لميدفيديف سيجري الرئيسان بشكل أساسي محادثات حول توقيع اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة النووية، لتكون بديلاً لاتفاقية "ستارت"، التي وقعت بين البلدين عام 1991، والتي سينتهي العمل بها في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الإيطالية، قال الرئيس الروسي إن العلاقات بين البلدين بدأ إحياؤها فعلاً بعد سنوات من التدهور في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن.
وربط ميدفيديف إمكانية التوصل لاتفاق جديد بشأن الحد من الأسلحة النووية، بالموقف الأمريكي من نظام الدفاع الصاروخي، الذي نشرته الولايات المتحدة في عدد من دول العالم، من بينها بولندا والتشيك، ما اعتبرته روسيا تهديداً لها، وتقليلاً من قدرة سلاحها النووي على الردع.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق هي من بدأت بالخطة ونشر هذه الصواريخ، فيما بدأت الإدارة الجديدة للبيت الأبيض بدراسة المشروع، ولكنها لم تقرر إلى الآن فيما إذا كانت ستواصل المشروع أو ستوقفه.
وقال ميدفيديف بشكل صريح: "نحن واثقون من قدرتنا على إيجاد الحلول لهذه القضية، لسنا بحاجة لإلغاء كل القرارات التي اتخذت في الماضي، يجب إظهار القدرة على ضبط النفس للوصول لحل وسط، بعدها يمكننا الاتفاق على أسس لاتفاقية ستارت جديدة، ونتفق في الوقت نفسه على كيفية التعامل مع الدفاع الصاروخي."
وتعتبر هذه التصريحات الأوضح من مسؤول روسي تجاه تجديد الاتفاقية الموقعة بين البلدين، والتي كان يعتقد أن روسيا لن تجددها إطلاقاً أو تناقش أخرى بديلة إلا بعد إزالة الدرع الصاروخي الأمريكي.
وتابع ميدفيديف:" روسيا ليست ضد تطوير أي وسيلة دفاعية، لكننا نعتقد أنه لا يجب أن يكون هذا التطوير من جانب واحد، أو موجه ضد طرف يعتبر قوة نووية أساسية في العالم هي روسيا، أعتقد أن القرارات التي اتخذت في السابق في هذا الموضوع وضعتنا في موقف صعب."
وحول خطط الدفاع الصاروخي قال ميدفيديف: "النظام الدفاعي الصاروخي مسألة تتعلق بأمننا وحماية أنفسنا من دول تعتبر تهديداً لنا، ونحن مستعدون للتحاور مع أمريكا بشأن ذلك."
ورفض الرئيس الروسي تبرير وجود النظام الصاروخي بأنه حماية من الخطر الإيراني المحتمل، وقال في هذا الصدد: "لا أستطيع أن أصدق كيف يمكن لهؤلاء القول بأن للمشروع علاقة بالشرق الأوسط، فهما بعيدان عن بعضهما جغرافياً، أعتقد أنها حجج أطلقتها الإدارة الأمريكية السابقة لتبرير القيام بالمشروع."
ويصر المسئولون الأمريكيون على أن إدارة الرئيس باراك أوباما ترغب بالتعاون مع روسيا في مسألة النظام الصاروخي وإدخالها في المشروع، الذي يمكن أن يتضمن مواقع روسية أيضاً.
لكن شكل التعاون الجديد في هذا المجال لن تقدمه الإدارة الأمريكية قبل الخريف المقبل، والذي سيتضمن تقييماً لسياستها العسكرية واستعراض الوضع النووي.