من الاضطرابات الأخيرة في الصين
فلورنسا، ايطاليا (CNN) -- اضطر الرئيس الصيني، هو جينتاو، إلى تغيير خططه بحضور قمة مجموعة الثمانية G-8 في إيطاليا، وعاد إلى بلاده في وقت مبكر من الأربعاء بسبب الاضطرابات والعنف العرقي في منطقة شينجيانغ الإيغورية التي تتمتع بالحكم الذاتي، في شمال غربي الصين.
كذلك لن يتمكن الرئيس الصيني جراء العنف في مدينة "أورومتشي"، عاصمة المقاطعة ذات الأغلبية المسلمة، من زيارة البرتغال، التي كان ينوي القيام بها بعد القمة الاقتصادية العالمية.
وكان العنف المتجدد في أورومتشي، قد أسفر عن مقتل 156 شخصاً على الأقل، وإصابة ما يزيد على 1000 آخرين، فيما زاد عدد المعتقلين الثلاثاء على 1430 معتقلاً، بحسب وسائل الإعلام الصينية الرسمية.(لمزيد من التفاصيل)
وحاولت السلطات الصينية وضع حد للعنف في المقاطعة الإيغورية بالزج بأعداد كبيرة من الجنود والشرطة في مناطق التوتر بمقاطعة شينجيانغ، إلى جانب فرض منع التجول في أوروميتشي، وهو المنع الذي انتهكته الحشود من جانب الإيغور المسلمين، وآخرين من أقلية الهان الصينية في المقاطعة.
واتهمت السلطات الصينية زعيمة المؤتمر الإيغوري العالمي، ربيعة قدير، بالوقوف وراء الأحداث هناك، مشيرة إلى أن الشرطة في شينجيانغ أعلنت أن لديها أدلة تثبت أن "المؤتمر الإيغوري العالمي الانفصالي يقف وراء أعمال الشغب" بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا."
وكانت اضطرابات جديدة قد اندلعت في عدد من الأماكن بمدينة أورومتشي بعد ظهر الثلاثاء، رغم منع التجول في عدد من أحياء المدينة، وذلك بعد يومين تقريباً من الاضطرابات العنيفة والدموية.
وعلى الصعيد ذاته، قال وزير الخارجية الصيني، يانغ جيه تشي، الأربعاء إنه أثناء زيارة الرئيس الصيني لإيطاليا، التي استمرت ثلاثة أيام، أجرى هو جينتاو محادثات مع الرئيس الإيطالي، جيورجيو نابوليتانو، والتقى برئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلوسكونى ورئيسي البرلمان.
ونظراً لعودته إلى بلاده، فقد تقرر أن يحضر عضو مجلس الدولة الصيني، داي بينغ قوه، قمة مجموعة الثماني والدول النامية الرئيسية في مدينة لاكويلا الايطالية نيابة عن الرئيس جينتاو.
كذلك سيتم تحديد موعد جديد للزيارة التي كان هو جينتاو سيقوم بها إلى البرتغال من قبل الجانبين الصيني والبرتغالي في وقت لاحق.
يشار إلى أن الرئيس الصيني كان قد وصل إلى روما الأحد في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس الإيطالي نابوليتانو.
من ناحيته، أعرب المجلس الوزاري الأوروبي عن "قلقه" جراء التطورات الأخيرة في الصين، مبدياً "أسف الأوروبيين" لوقوع ضحايا في الاضطرابات بمقاطعة شينجيانغ.
ودعا المجلس الوزاري الأوروبي كافة الأطراف إلى "ضبط النفس، وإيجاد طرق لحل الأزمات بشكل سلمي"، حسبما جاء في بيان مقتضب الثلاثاء، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيطالية "آكي."
وكان رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، بدا حذراً يوم أمس لدى تعليقه على الوضع في الصين، مشيراً إلى أن مسألة الحريات وحقوق الإنسان في الصين "تعني السلطات المحلية بالدرجة الأولى."
غير أنه أوضح أن الاتحاد الأوروبي "ينتهز كل فرصة ممكنة" من أجل تذكير المسؤولين في بكين بـ"ضرورة احترام حقوق الإنسان والحريات" في البلاد.