البرلمان الكوبي أثناء انعقاد أولى جلساته السبت
هافانا، كوبا (CNN) -- قال الرئيس الكوبي، راؤول كاسترو، في كلمة أمام البرلمان السبت إن حكومته مستعدة وترغب في فتح قنوات حوار مع واشنطن، إلا أنه حذر من أن تغيير نظام كوبا أو السياسة التي ينتهجها، ليسا مطروحان للتفاوض.
وتأتي تصريحات كاسترو بعد انفراج في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا منذ تسلم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقاليد السلطة في واشنطن مطلع العام الجاري.
واستأنفت الدولتان الشهر الماضي محادثات بشأن الهجرة الكوبية إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بخدمات البريد.
وجزم الرئيس الكوبي بفشل حتمي لكل من يتوقعون تغيير النظام الكوبي سياسته بعد وفاة قائد الثورة والرئيس السابق، فيدل كاسترو، وجيله من قادة الثورة الاشتراكية.
وأضاف قائلاً: "لم أنتخب رئيساً لإعادة الرأسمالية في كوبا أو التنازل عن الثورة.. بل للدفاع عنها والحفاظ والاستمرار في إتقان الاشتراكية وليس تدميرها."
وكان رؤاول قد تسلم مقاليد الرئاسة من شقيقه الأكبر، فيدل، العام الماضي، إلا أن الأخير احتفظ بقيادة "الحزب الشيوعي" - الحزب السياسي الشرعي الوحيد في كوبا - بعد اختفائه عن الأنظار إثر عملية جراحية في 2006.
وهناك تكهنات بتنازل فيدل - الذي حكم كوبا منذ 1959 وحتى 2008، كذلك عن رئاسة "الحزب الشيوعي" في الاجتماع السنوي للحزب.
ووصف راؤل الخطوات التي تبنتها الإدارة الأمريكية الجديدة بأنها "إيجابية"، مشيراً أن العقبة الرئيسية تظل الحظر التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة، بشكل أو بآخر، على كوبا منذ 1960.
وناقش البرلمان الكوبي في أولى اجتماعاته السبت تبني المزيد من التدابير التقشفية وشد الأحزمة بتأثير الأزمة الاقتصادية على الجزيرة الاشتراكية.
وكرر عرض حكومته على إقامة "حوار يرتكز على الاحترام المتبادل يقوم بين نديين متساوين" مع الولايات المتحدة.
ورغم السياسة المغايرة التي انتهجتها إدارة أوباما عن سابقتها، إلا أن واشنطن شددت على ضرورة إبداء كوبا مؤشرات تغيير قبيل اتخاذ المزيد من الخطوات من جانبها.
وكانت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ قد تقدمت في 31 مارس/آذار الماضي، بمشروع قرار لإنهاء حظر السفر من أمريكا إلى كوبا وبالعكس، والذي دام سبعة وأربعين عاما.
لكن الرئيس الكوبي السابق، فيدل كاسترو، قال إن التحول في السياسة الأمريكية تجاه كوبا لم يشر من قريب أو بعيد إلى "الإجراءات القاسية" المتمثلة في الحصار الاقتصادي المفروض عليها.
وتأتي تصريحات الرئيس الكوبي بعد إلغاء منظمة الدول الأمريكية، قرارا اتخذته عام 1962 بتعليق عضوية كوبا في المنظمة، بدعم من الولايات المتحدة آنذاك.
وجاء قرار المنظمة لإعادة كوبا إلى عضويتها بعد نحو 47 عاما من تعليقها، في ختام اجتماع للمنظمة المؤلفة من 35 دولة في يونيو/حزيران الماضي.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مشاركة في الاجتماع، لكن لم يصدر عنها أو عن أي مسؤول أمريكي تعليق على القرار.