المحققون في الوكالة هددوا المعتقلين بالمسدس ومثلوا عملية إعدام وهمية لدفع المشتبه بهم إلى الاعتراف
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- هدد محققو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA المعتقل الذي ينتمي لتنظيم القاعدة بمسدس وبمثقاب كهربائي في محاولة منه لإخافة المعتقل ومن أجل تقديم معلومات للوكالة، وفقاً لما كشف عنه تقرير المفتش العام، والذي يتوقع نشره الاثنين بحسب ما أكدته مصادر وثيقة الصلة بالتقرير لـCNN.
واستخدم المسدس والمثقاب الكهربائي في جلستي تحقيق منفصلتين مع المعتقل اليمني عبدالرحمن الناشري، وفقاً لما أكده أحد المصادر.
والناشري متهم بتخطيط الهجوم على المدمرة الأمريكية "كول" عام 2000 والتي راح ضحيتها 17 بحاراً أمريكيا كانوا على متنها.
ورفضت المصادر الكشف عن هوياتها نظراً لأن التقرير الذي أعده المفتش العام للوكالة الاستخباراتية عام 2004 لم يصدر بعد، غير أن محكمة أمريكية في نيويورك أقرت إصدار طبعة منقحة من التقرير الذي يصدر الاثنين كجزء من دعوى قضائية رفعها اتحاد الحريات المدنية الأمريكي.
وحول عملية التحقيق، فقد جرت عام 2006 في أحد السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، عندما نقلت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كل المعتقلين من تلك المرافق السرية إلى معتقل غوانتانامو في خليج كوبا.
وكانت أول مرة تعرف فيها تفاصيل عن هذا التقرير قد نشرت في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، وذلك يوم الجمعة الماضي.
وفي ذلك التقرير، قالت المجلة، وفقاً لمصادرها، إن المحققين قاموا بتمثيل عملية إعدام لمحاولة إخافة المعتقلين ودفعهم إلى الاعتراف والإدلاء بمعلومات.
وبحسب المجلة، فإنه أطلقت رصاصة داخل إحدى قاعات التحقيق في غرفة مجاورة لأحد المشتبه بهم، بحيث يعتقد أن معتقلاً آخر قتل أثناء التحقيق معه.
وفي خبر موسع نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأحد، قالت إن تقرير CIA يوفر تفاصيل جديدة بشأن "إساءات" وقعت داخل السجون السرية التابعة للوكالة، بما في ذلك قيام ضباط في الجهاز الاستخباراتي الأمريكي بتنفيذ عمليات إعدام وهمية وتهديد واحد من المعتقلين على الأقل بالمسدس وبمثقاب.
وكانت مستندات حكومية أمريكية نشرت في مارس/آذار الماضي قد كشفت أن وكالة الاستخبارات المركزية أتلفت 92 شريط فيديو تصور استجواب اثنين من قيادي تنظيم القاعدة: أبوزبيدة وعبد الرحمن الناشري، باستخدام تقنيات منها "الإيهام بالغرق"، التي يصفها البعض بأنها ضرب من التعذيب.
ويأتي الكشف عن إتلاف الأشرطة، وهي المرة الأولى التي يحدد فيها علناً عددها ويفوق أضعاف ما اعترفت به الوكالة من قبل، في سياق دعوى فيدرالية من "اتحاد الحريات المدنية الأمريكية."
وقال جون كرياكو، الضابط السابق في الجهاز الاستخباراتي الأمريكي، إن الأشرطة صورت عام 2002، وأتلفت في نوفمبر/تشرين الثاني 2005 بأوامر جوس رودريكوز، مدير الخدمات السرية بالوكالة التجسسية.