تشيني أكثر المتورطين بحسب ويلكرسون
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- العثور على "الصلة" التي تربط بين العراق وتنظيم القاعدة أصبح الهدف الرئيسي للتفويض الذي منحته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، بتنفيذ برنامج التحقيق "سيء الصيت" عام 2002، وفقاً لما أكده مسؤول في الإدارة السابقة الخميس.
هذا الزعم، الذي يصب في استهداف نائب الرئيس الأمريكي السابق، ديك تشيني، أكده لورانس ويلكرسون، الذي كان يشغل وظيفة كبير الموظفين في وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الوزير كولن باول.
وقال ويلكرسون إن برنامج التحقيق بدأ في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار عام 2002، وكان ديك تشيني على اطلاع وثيق على التحقيقات.
وكتب ويلكرسون على موقع المجلة السياسية الإلكترونية "واشنطن نوت": "كانت المسألة أولوية قصوى، ذلك أن الاستخبارات لم تستهدف الحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما إيجاد صلة تربط العراق بالقاعدة."
وأوضح العقيد المتقاعد ويلكرسون أن اتهاماته تستند إلى معلومات من مسؤولين حاليين وآخرين متقاعدين، منوهاً إلى أنه كان يقوم بعملية تحقيق متواصلة حول هذا الأمر منذ عام 2004، عندما طلب منه باول التأكد من الفضيحة التي أحاطت بقضية معاملة المعتقلين في سجن أبوغريب سيء الصيت في العراق.
وقال في تصريح لـCNN: "لا أستطيع الدخول إلى قاعة المحكمة وإثبات هذا لأي شخص، لكنني متأكد تماماً أنها على مستوى عال من الدقة."
وتنتقد معظم مقالة ويلكرسون على الموقع الإلكتروني دفاع تشيني الأخير عن وسائل التحقيق "البديلة" التي أجازتها إدارة بوش ضد المشتبهين بالإرهاب.
ويجادل تشيني في طروحاته الأخيرة بأن برنامج التحقيق كان قانونياً وفعالاً في منع وقوع هجمات ضد الأمريكيين والولايات المتحدة.
ورفض ممثلون لنائب الرئيس الأمريكي السابق التعليق على مزاعم ويلكرسون، لكن الأخير أكد لـCNN أنه في أوائل العام 2002، تغيرت "الأولوية إلى أهداف أخرى، وأحدها كان يتمثل في وجود اتصالات محتملة بين القاعدة وبغداد."
يذكر أن فرضية تزويد العراق للإرهابيين، مثل القاعدة، بأسلحة الدمار الشامل كانت عنصراً أساسياً في حجة إدارة بوش لغزو العراق في مارس/آذار من عام 2003.
إلا أنه تبين بعد الغزو أن العراق فكك برنامجه النووي وبرامج أسلحته الكيماوية والبيولوجية، كما أن اللجنة المستقلة للتحقيق في هجمات 2001 الإرهابية لم تعثر على أي دليل بوجود تعاون بين العراق والقاعدة.
وتطرق ويلكرسون إلى حالة قال فيها إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA أبلغت مكتب تشيني بأن أحد السجناء ممن خضعوا لبرنامج التحقيق الخاص بها أصبح "مطواعاً"، ما يعني أن العملاء أوصوا بوقف استخدام الأساليب البديلة.
وبحسب ويلكرسون، عند هذه المرحلة، أمر مكتب نائب الرئيس باستمرار العمل بأساليب التحقيق.
وكتب يقول إن "المعتقل لم يكشف عن أي معلومة حول وجود اتصالات بين القاعدة وبغداد، ولم يتوقف هذا الأمر إلا بعد أن 'كشف' ابن الشيخ الليبي، وتحت التحقيق بموجب أسلوب الإيهام بالغرق في السجون المصرية، عن مثل هذه الاتصالات."
وزعم الليبي أن نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين درب عناصر من القاعدة على إنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية، وهي المسألة التي كشف عنها الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، في كلمته في أكتوبر/تشرين الثاني عام 2002 أمام الكونغرس للحصول على تفويض بشن عمل عسكري ضد العراق.
كذلك شكل هذا الاعتراف جزءاً من كلمة باول في مقر الأمم المتحدة للحصول على تفويض دولي بالحرب على العراق.