كوريون التئم شمل أسرتهم مؤقتاً بعدما شتتهم الحرب ثم الحدود السياسية
سيؤول، كوريا الجنوبية (CNN)-- توصل مسؤولون من شطري شبه الجزيرة الكورية إلى اتفاق الجمعة، من شأنه لم شمل نحو مائتي أسرة من الأسر "المشتتة" منذ عقود، في أعقاب الحرب التي اندلعت بين الكوريتين مطلع خمسينيات القرن الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الجنوبية "يونهاب" أنه سيكون بإمكان أفراد هذه الأسر الالتقاء لمدة خمسة أيام، خلال الفترة من 26 سبتمبر/ أيلول المقبل حتى الأول من أكتوبر/ تشرين الأول التالي، أي قبل حلول أعياد "تشوسوك" التي يحتفل بها الكوريون في كلا الشطرين.
جاء التوصل إلى اتفاق بشأن استئناف العمل ببرنامج "لم شمل الأسر المشتتة"، بعد مباحثات استمرت ثلاثة أيام بين ممثلي هيئتي الصليب الأحمر في كل من كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، والتي عُقدت بمنطقة جبل "كوم غانغ" الحدودية التابعة للشطر الشمالي.
كما نقل راديو كوريا الدولي، بالعاصمة الجنوبية سيؤول، أن الجانبين اتفقا أيضاً على تبادل قوائم بأسماء الأسر المائتين المشاركة في الجولة، وذلك للفحص من أجل تبين إذا كان بعضهم قد توفي أم لا، على أن يتم تبادل نتائج الفحص منتصف الشهر المقبل، ووضع قوائم نهائية لدى الجانبين في 17 من نفس الشهر.
وأدت الحرب التي اندلعت بين شطري كوريا عام 1950، واستمرت نحو ثلاث سنوات، إلى تقسيم المئات من الأسر في المناطق الحدودية بين الجانبين، حيث أصبح بعض أفراد الأسرة الواحدة يعيشون في كوريا الشمالية، بينما يعيش الآخرون في كوريا الجنوبية.
وبدأت الجارتان الآسيويتان العمل ببرنامج "لم الشمل" منذ عام 2000، إلا أن بيونغ يانغ أوقفت العمل به بعد توتر العلاقات مع الشطر الجنوبي، إلى أن بدأت الأجواء تشهد بعض التحسن بين الجانبين مؤخراً، مما فتح الباب لاستئناف المباحثات بشأن هذا البرنامج مجدداً.
وعقد مسؤولون كوريون جنوبيون وشماليون جلسة مباحثات "غير مسبوقة" بين شطري شبه الجزيرة الكورية منذ أكثر من عامين، في سيؤول السبت، في مؤشر على قرب إنهاء حالة الجمود التي تخيم على العلاقات بين الجارتين.
وجرت المباحثات بين وزير الوحدة في كوريا الجنوبية هيون إن تيك، ورئيس قسم الجبهة المتحدة بحزب العمال الكوري الشمالي، كيم يانغ كون، الذي ترأس وفداً من ستة أشخاص للمشاركة في تأبين الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم دي جونغ.