متحف الهولوكوست بالولايات المتحدة الأمريكية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تعرضت جامعة هارفرد، إحدى أبرز الجامعات الأمريكية، للهجوم على خلفية إعلان ظهر في صحيفتها الداخلية يشكك بحقيقة المحرقة أو "الهولوكوست."
وتعرف جامعة هارفرد، التي صنفت في المرتبة الأولى على مستوى الجامعات الأمريكية للعام الثاني على التوالي، بمعاييرها الصارمة في قبول المنح، وفي سمعتها وشهرتها المهيبة.
غير أن الثلاثاء الماضي شهد ظرفاً غير عادي، عندما نشرت صحيفة الجامعة "ذي هارفارد كريمزون" ما قالت إنه خطأ، إعلاناً يشكك بالهولوكوست، كانت الصحيفة قد رفضت نشره خلال فصل الصيف.
وقال الناطق باسم صحيفة الجامعة، ماكسويل تشايلد، في رسالة موجهة للقراء نشرتها الصحيفة الأربعاء قال فيها "نحن نرغب في التشديد على أننا لا نتبنى آراء تظهر في الإعلانات التي تنشرها الصحيفة، والإعلان الأخير لا يختلف عن غيره.. وسنعمل بكل جهد من أجل تجنب مثل هذه الهفوات في التواصل والاتصالات مستقبلاً، وآمل أن يتقبل قراءنا الخطأ الذي وقع أمس (الثلاثاء) باعتباره فشلاً منطقياً وليس فلسفياً."
ويثير الإعلان، الذي دفع ثمنه برادلي سميث، الذي ينكر الهولوكوست، ولجنة الحوار المفتوح حول الهولوكوست، شكوكاً جوهرية حول رواية الجنرال السابق إبان الحرب العالمية الثانية، دويت آيزنهاور ووجود أفران الغاز النازية.
يشار إلى أن هناك إجماعاً على أن ما بين 5.7 مليون يهودي من أصل 7.3 مليون يهودي أوروبي هلكوا أثناء الحرب، في حين يقول المؤرخون إن ما بين 11 و17 مليون نسمة قتلوا على أيدي النظام النازي، بمن فيهم الخصوم الدينيين والسياسيين والأقلية البولندية والرومانية وشهود يهوى والمدنيين السوفييت وسجناء الحرب والمثليين والمعاقين.
وقال سميث إنه غير متفاجئ جراء رد الفعل هذا لأن التشكيك في الهولوكوست "من المحرمات.. وهو من المحرمات منذ البداية.. وعندما تنتهك ثقافة المحرمات الواسعة، التي تدعمها الدولة والجامعة والصحافة نظرياً وعملياً، فإنك تثير ضجة."
وكشف سميث أنه اتفق مع صحيفة "كريمزون" بشأن الإعلان في يوليو/تموز الماضي، غير أنه لم يعرف أي شيء عن خطط من قبل الصحيفة لإلغاء إعلانه.
ورغم أنه لم يتسلم أي مبالغ مستردة لسحب ملاحظاته، فإنه يتوقع أن "تفعل الجامعة الصواب حيال الأموال."
من جانبه، قال رئيس ومدير منظمة "هارفارد هيلل - وهي منظمة يهودية في الجامعة، بيرني ستاينبيرغ، الأربعاء إن الإعلان كان "يشكل صدمة لمن يراه."
وأضاف أن رد فعل الجماعات الطلابية كان ملائما، وأنه يجب أن ينظر إلى الحادثة باعتبارها مثالاً على "القيادة الطلابية الناضجة بصورة استثنائية في مواجهة وضع غير مناسب."
وكان تفاعل الجامعة مع الاتصالات العديدة المعبرة عن قلقها، التي تلقتها من العديد من الطلاب في الجامعة، بمن فيهم المنظمة الطلابية اليهودية، إيجابياً بحسب ستاينبيرغ.
من جهتها، قالت رئيسة المنظمة الطلابية اليهودية، ربيكا غيليت، في رسالة تم توزيعها داخلياً، إنها كانت تعتقد أن الوضع عولج بشكل ملائم، لكنها أضافت: "إن حقيقة وجود منظمات وأفراد مثل أولئك الذين نشروا الإعلان في أيامنا هذه أمر مخيف ومزعج، لكن لسوء الحظ يبدو أن إنكار الهولوكوست سيظل موجوداً طوال سنوات قادمة."
أما مستشار الحقوق المدنية في جمعية مناهضة القذف في نيوإنغلاند، روبرت تريستان، فقال إن سميث ومنظمته نشروا إعلانات في حوالي 15 صحيفة جامعية في الولايات المتحدة خلال هذا العام حتى الآن.
وعبر عن شعوره بالصدمة حول كيفية وقوع مثل هذه الإعلانات "سهواً."
وأضاف متسائلاً: "هل يمكن لإعلان يشكك بكروية الأرض أو عدم حدوث العبودية في أمريكا أن يقع سهواً؟"
وأشار إلى أن منظمته ستواصل عملها مع محرري الصحف الجامعية لتعليم الجامعات بأنها غير ملزمة بنشر إعلانات تشكيكية.