من مسيرات الإصلاحيين الجمعة
طهران، إيران (CNN) -- أكدت مصادر إيرانية لـCNN أن مسيرات "يوم القدس" التي جرت في إيران الجمعة شهدت مشاركة كبيرة من أنصار التيار الإصلاحي الذين ساروا بين الحشود وقد وضعوا على معاصمهم الشارات الخضراء التي تعتمدها المعارضة الإيرانية المحتجة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أفضت إلى فوز محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.
وبحسب شهود عيان، فقد أطلق الإصلاحيون صيحات أبرزها "الموت للديكتاتور،" في إشارة إلى نجاد، كما رفعوا شارات النصر بأصابعهم المطلية باللون الأخضر الذي اعتمده المرشح الإصلاحي، مير حسين موسوي شعاراً لحملته الانتخابية.
وذكرت المصادر أن تجمعات كبيرة للإصلاحيين شوهدت قرب "ساحة الثورة" في طهران، حيث رددت حشودهم شعارات معارضة للنظام، في حين اصطف أنصار نجاد عند الجانب المقابل مطلقين هتافات مؤيدة له، بينما انتشرت قوات الشرطة في المسافة الفاصلة بين التجمعين لمنع حصول صدامات.
وأضافت أن ظاهرة مماثلة سُجلت قرب جامعة طهران، حيث احتشد إصلاحيون على بعد خطوات قليلة من مؤيدين لنجاد الذي كان يلقي كلمة بالمناسبة، ورددوا شعارات معارضة له، في حيث هتف أنصار نجاد "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل."
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أصدر الخميس، بيانا حذر فيه من قال إنهم "يسعون للتسلل وخلق الانحراف والتفرقة في صفوف الشعب" في مراسم يوم القدس العالمي المقررة الجمعة، وذلك في رسالة إلى التيار الإصلاحي الذي لا يزال يصر على رفض نتائج الانتخابات الرئاسية.
وأضاف البيان أن من وصفهم بـ"أعداء الثورة والنظام والمهزومين في ساحة الانتخابات الأخيرة" يسعون للانتقام من الشعب بسب مشاركته في الانتخابات، بعد دعوات من عدد من القيادات الإصلاحية لإحياء المناسبة من خلال تحركات تعيد التذكير بمطالب إلغاء الانتخابات بسبب التزوير.
وقالت العلاقات العامة لقوات الحرس الثوري، إن هذه القوات وعلى أعتاب يوم القدس، وصلتها أخيار تشير إلى "شبكات أجنبية، لاسيما جهاز الاستخبارات الصهيوني، لإيجاد الخلل والانحراف في الحرکة الهادرة والشاملة للشعب الإيراني العزيز والواعي ضد الكيان الغاصب للقدس."
واعتبر الحرس الثوري أن "البعض" يحاول من خلال تحرکات خاصة وشعارات "انحرافية واستغلال رموز ملونة خادعة وتطبيق وصفة وسائل الإعلام الأجنبية والصهيونية لإيجاد الخلل في صفوف الشعب الموحد وتبديل الشعارات الواحدة إلى شعارات انحرافية تحظى برضى الأميرکيين والصهاينة،" على حد تعبير البيان.
واشار البيان إلى أن ما اعتبرها "أحلاماً باطلة للأعداء المكروهين وأذنابهم المخدوعين،" لن تتحقق.
وختم بالقول: "إننا نحذر الذين بصدد صب الماء في طواحين العدو الصهيوني فيما إذا کانوا ينوون إيجاد أي خلل أو اضطراب في مسيرات يوم القدس المهيبة فإنهم سيواجهون تصديا حازما من أبناء الشعب الشجعان والأباة."
يذكر أن "يوم القدس" هو مناسبة قررها قائد الثورة الإيرانية، روح الله الخميني، قبل عقدين من الزمن، وهي تُقام في الجمعة الأخيرة من رمضان في إيران وعدد من الدول التي يتواجد فيها الشيعة، بهدف تأكيد موقف طهران المعادي لإسرائيل.
ويأتي تحذير الحرس الثوري الخميس بعد أيام من قيام اللجنة القضائية الثلاثية المكلفة بالتحقيق في الأحداث وأعمال الشغب التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية بتقديم نتيجة تحقيقاتها ولقائها مع المرشح الرئاسي السابق، مهدي کروبي، الي رئيس السلطة القضائية، صادق آملي لاريجاني، مدعية أن خلاصة أبحاثها تنفي وجود دليل على تعرض معارضين للاغتصاب في السجون.
ووصلت اللجنة وفقا للتقرير إلى حصيلة مفادها أن اتهامات كروبي"لا تستند إلى وثائق ولا حقيقة لها، بل إن المزاعم والوثائق المقدمة مفبرکة تماما ونظمت بهدف حرف أفكار الرأي العام،" في رد حازم من السلطات في إيران على اتهامات الإصلاحيين لها بالتعرض جنسياً لناشطين عقب حصول الانتخابات التي أعادت الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة لولاية ثانية.
وقامت اللجنة القضائية الثلاثية، بعد دراسة أقوال کروبي والتحقيق في الوثائق التي طرحها، بتقديم نتيجة جلساتها إلى لاريجاني، كما اقترحت إرسال التقرير إلى المراجع القضائية المعنية لكي يتم اتخاذ ما يلزم في "التصدي بحزم لمن يعمل ضد النظام من خلال نشر الأكاذيب وتوجيه التهم والافتراءات،" دون أن يتضح ما إذا كان ذلك سيفتح الباب أمام ملاحقة كروبي