أوباما حدد محاور سياسة بلاده
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلن الرئيس الأمريكي بشكل حازم رفض بلاده المطلق لعمليات الاستيطان الإسرائيلية، واصفاً إياها بأنها "غير مشروعة،" كما دعا الفلسطينيين في الوقت عينه إلى وقف "التحريض" ضد تل أبيب، واعداً بمواصلة العمل على حل الدولتين مستخدماً تسمية "فلسطين" إلى جانب إسرائيل التي قال إنها ستكون "دولة يهودية."
وتوعد أوباما إيران وكوريا الشمالية بـ"محاسبتهما" إن أصرا على مواصلة السير بعكس القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن، أو إن لم تنصاعا لتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتسببا في إطلاق سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط وآسيا.
وقال أوباما، الذي كان يلقي كلمة الولايات المتحدة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه عقد اجتماعاً "بناء" الثلاثاء مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وقد تم "تحقيق بعض التقدم" حيث وعد الجانب الفلسطيني بتعزيز جهوده بمجال الأمن بينما ستزيد تل أبيب من حرية الحركة في الضفة الغربية.
وتابع قائلا: "نحن بحاجة للمزيد من التقدم، ونواصل دعوة الفلسطينيين لوقف التحريض ضد إسرائيل، كما نشدد من جديد على أن إسرائيل لن تقبل شرعية استمرار الاستيطان الإسرائيلي."
وأضاف: "لقد حان الوقت لنعيد إطلاق المفاوضات دون شروط مسبقة، على أن تتطرق إلى شؤون الوضع النهائي والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين والحدود واللاجئين والقدس، والهدف واضح.. دولة يهودية هي إسرائيل.. ودولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة،" واعداً أيضاً بمواصلة العمل للتوصل إلى السلام بين إسرائيل وجيرانها في لبنان وسوريا.
ووصف أوباما الفلسطينيين والإسرائيليين بأنهم "أبناء الله" مبدياً أسفه للوضع في غزة ولما يتعرض له سكان المناطق الإسرائيلية التي تستهدفها صواريخ التنظيمات المسلحة في القطاع.
وتطرق الرئيس الأمريكي أيضاً إلى ما يواجهه العالم من مشاكل اقتصاد واجتماعية وسياسية قائلاً: "لا تتوقعوا من أمريكا حل كل شي."
وأضاف: "أؤمن أن عام 2009 أو في أي مرحلة من العالم فإن مصالح العالم مشتركة، والإيمان الديني الذي في قلوبنا قد يساعدنا على التواصل أو يشكل نقطة انفصال بيننا.. نحن نأتي من مناطق مختلفة، لكن لديننا مصالح واحدة، وهذا ما سأتحدث عنه اليوم، لأن الوقت حان كي يسير العالم في اتجاه جديد."
وتوجه أوباما نحو من قال إنهم "يشككون في التزام" واشنطن، وذكرهم بما فعلته إدارته خلال الأشهر الخمسة الماضية، وفي مقدمتها حظر التعذيب، وطلب إغلاق معسكر غوانتانامو، مضيفاً أن بلاده تقوم بما بوسعها ضد الإرهاب، "ولكن ضمن القانون."
وأضاف أيضاً أنه أرسل مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط للعمل على حل ينسجم مع طرح قيام دولتين "إسرائيل" و"فلسطين،" إلى جانب العمل على شراكة في قضايا الطاقة ومحاربة تأثيرات المناخ، ووضع خطط لإعادة إنعاش الاقتصاد العالمي، ومنع وصول الأزمة إلى الدول النامية ومحاربة الجوع.
وحدد أوباما أربع قواعد أساسية للسياسة الدولية العالمية من وجهة نظر واشنطن، وهي وضع حد للأسلحة النووية ووقف تدهور المناخ وضمان اقتصاد عالمي نشيط والسلام الدولي.
واعتبر أوباما أن عدم إطاعة مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية "تأخذ العالم باتجاه خطير" ورأى أن إيران وكوريا الشمالية "تسير بنا في هذا الاتجاه،" واعداً بمحاسبتهما إن دفعا الشرق الأوسط وآسيا نحو "سباق تسلح نووي،" دون أن يغلق في الوقت عينه باب الحوار معهما إن "طبقا التزاماتهما."