صحفية إيرانية في إحدى المنشآت النووية بالبلاد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلن مدير الوكالة الإيرانية للطاقة السبت أن بلاده ستسمح لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشأة تخصيب اليورانيوم التي تم الكشف عنها مؤخراً في مدينة قم، والتي دفعت معظم الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى توجيه تحذيرات حازمة إلى النظام الإيراني.
وأضاف صالحي أن المسؤولين في طهران يسعون إلى تحديد موعد لزيارة المفتشين، في حين قال علي أصغر سلطانية، مندوب إيران لدى الوكالة الدولية إن بلاده "خائبة الأمل ومنزعجة للغاية من التصريحات العدائية وغير المبررة" لقادة الدول الأوروبية التي قال إنها "قد تهدد تعاوننا الممتاز" مع الوكالة المعنية بمراقبة النشاطات النووية حول العالم.
وأضاف سلطانية، في حديث له نقله تلفزيون "برس" الإيراني: "أخشى من وجود مخطط طويل الأمد لزعزعة مصداقية واستقلالية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. نحن نعمل مع الوكالة بصورة سلسة تهدف إلى ترتيب مواعيد لزيارة المفتشين."
وفي الإطار عينه، أوردت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية أن محمد محمدي كلبيكاني مدير مكتب المرشد الأعلى لإيران، علي الخامنئي، قال إن المنشأة الجديدة "ستبدأ العمل قريباً وستعمي أعين الأعداء" على حد تعبيره.
وكان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قد فنّد الجمعة انتقادات نظيره الأمريكي، باراك أوباما، إزاء المنشأة الجديدة قائلاً بأن "لا أساس لها من الصحة." ومن جانبه أعرب وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، عن اعتقاده بأن هناك مازالت مساحة للدبلوماسية لحل الأزمة النووية مع إيران.
وانتقد نجاد في مقابلة مع "لاري كينغ لايف" بـCNN: لم نتوقع من السيد أوباما، وبعد أقل من 48 ساعة، تجاوز الالتزامات التي تعهد بها أمام الأمم المتحدة"، في إشارة إلى دعوة الرئيس الأمريكي للمجتمع الدولي الوحدة في مواجهة التحديات الدولية.
ومن جانبه أعرب وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، عن اعتقاده بأنهلا زالت هناك مساحة للدبلوماسية لحل الأزمة النووية مع إيران.
وأشار قائلاً في مقابلة مع CNN: "الحقيقة هي أن الخيار العسكري لن يقدم سوى إتاحة المزيد من الوقت.. والتقديرات هي من عام إلى ثلاثة أعوام."
كي مون "يعبر عن قلقه" لنجاد
وتصادف ذلك مع لقاء عقده الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مع نجاد ليل الجمعة، ووفقاً لبيان منسوب لمتحدثة باسم كي مون، فقد عبر الأخير عن "قلقه الشديد من أنشطة إيران المرتبطة باستمرار تخصيب اليورانيوم، كما اتضح من إقامة منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في البلاد."
وجدد كي مون دعوته إيران إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بشكل تام، وإلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حل كافة القضايا المتعلقة ببرنامجها النووي، وأكد على معارضته الشديدة لإنكار الرئيس الإيراني المتكرر للمحرقة اليهودية في الحرب العالمية الثانية.
ليبرمان: العرب مهتمون بإيران وليس بالفلسطينيين
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، السبت، إن منشأة قم بنيت "لأهداف عسكرية" واعتبر أنها تمثل دليلاً أكيداً على رغبة طهران بامتلاك أسلحة دمار شامل.
وقال ليبرمان، في حديث لراديو إسرائيل: "لقد اتصلت بخبراء من الشرق والغرب، ولم يساور أحد منهم أي شك في أن المنشأة لديها استخدامات عسكرية، وذلك بالاعتماد على البيانات التقنية التي تم نشرها."
ولدى سؤاله عن التعليقات الحازمة التي صدرت عن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ونظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ورئيس الحكومة البريطانية، غوردون براون، حيال طهران قال ليبرمان: "لا أحد يريد الاعتراف بالحقيقة، الجميع يحاول، كما العادة، استرضاء هذا النظام المجنون."
وكشف ليبرمان أنه قام بإجراء مقابلات مع وزراء خارجية عرب خلال زيارته للجمعية العمومية للأمم المتحدة، مضيفاً أنهم بدورهم عبروا عن قلقهم حيال برنامج إيران النووي قائلاً: "لا أحد يهتم بالمشكلة الفلسطينية، الجميع في العالمين العربي والإسلامي، وخاصة في دول الخليج، قلق حيال أزمة إيران" وفقاً لصحيفة هآرتس.