دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عنت المدونات العربية خلال الأيام الماضية بمجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية، بينها مناقشة ظاهرة انتشار المصاحف الصغيرة الحجم التي يتفاخر الناس بحملها دون التمكن من قراءتها، إلى جانب الحديث الساخر عن تشابه حقيقة المجتمعين اللبناني والمصري، بعد قضية إقدام قرية لبنانية على إعدام مصري والتنكيل بجثته.

كذلك برزت انتقادات للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، بسبب توجيهه التهنئة إلى الرئيس السوداني، عمر البشير، بعد إعادة انتخابه، باعتبار أن البشير - كما وصفه المدّون - حاكم ديكتاتور، علاوة على فيديو يظهر عضواً بهيئة الأمر بالمعروف السعودية وهو يقتحم حفلة ويحطم العود بعد انتزاعه من يد أحد العازفين.

مدونة "محمد" المغربية تناولت ظاهرة المصاحف الصغيرة التي تنتشر بحيث بات الناس يتفاخرون باقتنائها دون قدرتهم على قراءتها، فانتقد الظاهرة بشدة في تدوينته التي حملت عنوان "المصحف ماشي ديال اللّعْب!!!"

وقال المدوّن: "ماذا يعني أن يصنع الإنسان مصحفا يحوي بين صفحاته مائة وأربع عشرة سورة، وستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية؟ نتحدث هنا عن مصحف كريم بحجم عادي، وليس عن مثل تلك "المصاحف" التي يتم حشر سورها جمعاء في "كتب" ضئيلة للغاية، يستحيل قراءة حروفها إلا بعد الاستعانة بجهاز الميكروسكوب."

وتابع: "ما الفائدة من تضييع الوقت في صنع مثل هذه "المصاحف"؟ وما الجدوى من صنع أو كتابة مصحف لا تظهر حروفه إلا إذا وضعنا عليها المجهر؟.. القرآن الكريم إذن، لا يجب أن نعامله كقطعة ديكور، بل المفروض فينا أن نقرأه ونفهمه ونتدبره."

أما مدونة "المتمرد" المصرية، فتناولت قضية إقدام سكان قرية "كترمايا" اللبنانية على قتل مصري والتمثيل بجثته، بعد اتهامه بقتل أربعة أشخاص، وذلك تحت عنوان: "'كترمايا' فيلم لبناني مصري مشترك بس واقعي."

وقال المدون: "لبنان... شاهدها كما تريد ولكن أكيد فيها ما يرضيك، ربما تعجبك لأنها فيروز.. ربما لأنها المقاومة.. لأنها نانسي (عجرم)، هيفاء وهبي.. ستار أكاديمي!! الأوجه لا تنتهي لكن يظل هناك وجه مخفي أو وجه لا نحب أن نراه لا في أنفسنا ولا في الآخر."

وأضاف: "طبيعي يعني أن مصر ممكن تشوفها أم كلثوم والأهرامات وفرغلي بتاع العصير والحب على الكورنيش.. لكن برضه مصر فيها اختراعات زي  المطواه (السكين) والموس والجنزير وبنستخدمها في خناقات تشيب الغربان، وطبعاً الاختراعات دي بطبيعة الحال موجودة في لبنان.. حتى لو كانت أجواء الفيديو كليب وستار أكاديمي لاتوحي لنا بإمكانية حدوث مثل هذه الجريمة في لبنان."

وختم المتمرد بالقول بسخرية: "ممكن حد يتصور إن اللي حصل ده يدل على أن العرب، بعيدون عن بعض - لكن يا جماعة العرب إخوة.. وممكن تشوفوا الفيديو وتركزوا.. هم نفس البهوات والبشوات والناس اللي طحنت في بعض دي هي نفس الناس اللي بتتطحن في بعض.. الأمر الذي يثبت لنا أننا حضارياً نعيش في العصر الحجري، حتى في استخدام أدوات وتكنولوجيا الجريمة."

من جانبه، اختار المدون هيثم أبوخليل الاعتراض على ما قام به المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين، الذي وجّه التهنئة للرئيس السوداني عمر البشير، بمناسبة إعادة انتخابه، وذلك تحت عنوان: " تهنئة فضيلة المرشد لديكتاتور السودان..!"

وقال المدون: "مرشد الإخوان المسلمين هو رمز ديني وسياسي في نفس الوقت.. الحركات.. الهمسات..الكلمات بل الحروف محسوبة بدقة، فما بالنا بالمواقف المصيرية.. أرى هذه البداية مهمة، وخبر تهنئة فضيلة المرشد لديكتاتور السودان يتصدر المواقع الإخبارية المختلفة..؟"

وتابع: "حقيقيةً لا أستوعب ما الذي يرمي إليه فضيلة المرشد من تهنئة رئيس يجثم على صدر السودان منذ 21 عاماً بعد انقلاب عسكري.. سجل البشير حافل بالكثير من انتهاكات حقوق الإنسان الحقيقية والتي لا جدال فيها.. وعندما ننتقل للانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة.. (فإن) شهادات سودانية من جهات حقوقية وطنية وصفت الانتخابات بالهزلية."

وأضاف: "ليسمح لي فضيلة المرشد أن أسجل اعتراضي الكامل عن تهنئته للرئيس السوداني، الذي حل في المركز الثاني في التصنيف السنوي لمجلة باراد لأسوأ عشرين ديكتاتور في العالم، بينما حل الرئيس السوري في المركز الثاني عشر، والرئيس المصري في المركز الأخير..!"

ومن السعودية، عنت مدونة "سعودي جينز" بخبر تسجيل الفيديو الذي انتشر مؤخراً على مواقع مشاهدة الأفلام مثل "يوتيوب"، والذي يظهر فيه أحد أعضاء هيئة الأمر عن المعروف والنهي عن المنكر وهو يقتحم مجلساً علنياً، ويحطم عوداً كان أحد الجالسين يعزف عليه.

وقال المدون: "في هذا التسجيل يظهر رجل يعتقد أنه من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو يعد كميناً لـ'مجلس' عبارة عن تجمّع عدد من الأشخاص للسمر وتسلية أنفسهم بالاستماع إلى الموسيقى والرقص."

ويقوم الرجل الملتحي بانتزاع العود من المغني بحركة خاطفة، ومن ثم يحكمه على الأرض بأسلوب غالباً ما يتبعه المغنون في حفلات الروك، فأين هذا الرجل من قول الله في القرآن ’ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين."