الإضراب قد يضاعف خسائر الشركة البريطانية
لندن، بريطانيا (CNN)-- أعلن اتحاد العاملين في شركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إيرويز" أن النقابة التي تضم أفراد أطقم الطائرات قررت تنظيم إضرابين عن العمل خلال الشهر الجاري، بعد فشل المفاوضات بين النقابة وإدارة الشركة بشأن تحسين ظروف العمل.
وقال لين ماكلوسكي، مساعد الأمين العام لاتحاد "يونايت" إن الإضراب الأول لأطقم الرحلات الجوية سيبدأ اعتباراً من 20 مارس/ آذار الجاري، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، أما الإضراب الثاني فمن المقرر أن يستمر أربعة أيام، ويبدأ اعتباراً من 27 من نفس الشهر.
وفيما استبعد ماكلوسكي، في تصريحات لـCNN الجمعة، أن يتم تنظيم إضراب عن العمل خلال فترة الاحتفال بعيد "الفصح" مطلع أبريل/ نيسان المقبل، فقد أشار إلى أن الاتحاد قد يدعو إلى مزيد من الإضرابات مستقبلاً إذا اقتضت الضرورة ذلك.
من جانبها، أصدرت "بريتيش إيرويز"، الناقل الجوي الرسمي في بريطانيا، بياناً أعربت فيه عن "استيائها العميق" من قرار اتحاد موظفي الشركة، وذكرت في البيان: "نشعر بالأسف الشديد بسبب الضغوط والارتباكات التي ستنجم عن قرار يونايت."
وقالت الشركة، التي تكبدت خسائر تُقدر بمئات الملايين من الدولارات العام الماضي، في بيانها: "نحن حالياً ندرس كيفية تعاملنا مع التهديد بالإضراب، وما هي أفضل الحلول الممكنة للحد من الأثار المترتبة عليه."
وتجددت الدعوة للإضراب بعد فشل المفاوضات التي خاضها "يونايت" مع إدارة الشركة، التي تسعى إلى إحداث تغييرات في عدد أفراد طواقم رحلاتها، بالإضافة إلى خفض رواتبهم، بهدف توفير أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل حوالي 91 مليون دولار، سنوياً.
وقال اتحاد الموظفين إن التعديلات التي تعتزم الشركة إدخالها على أطقم الطائرات، كتخفيض عددهم، وإرغامهم على العمل لساعات أطول، قد يؤدي إلى الإضرار بمستوى الخدمات المقدمة للركاب، مما يقود إلى فقدان الثقة في الشركة البريطانية.
وكان موظفو "بريتيش إيرويز" يخططون لإضراب أوسع خلال فترة أعياد "الكريسماس" ورأس السنة الميلادية، لمدة 12 يوماً، اعتباراً من 22 ديسمبر/ كانون الأول إلى الثاني من يناير/ كانون الثاني الماضيين، إلا أن محكمة بريطانية أصدرت حكماً بإجهاض الإضراب.
جاءت تلك الدعوة للإضراب بموجب تصويت شارك فيه نحو 14 ألف من موظفي أطقم الضيافة بالخطوط الجوية البريطانية، احتجاجاً على خطة الشركة لتخفيض النفقات، والتي تتضمن تجميد أجور الموظفين لمدة عامين، وتخفيض عدد الأطقم الجوية، وهو التصويت الذي أسفر عن تأييد حوالي 92.5 في المائة للإضراب.
يُذكر أن "بريتيش إيرويز" أعلنت في وقت سابق، أنها تخطط لجمع قرابة مليار دولار في شكل سيولة عاجلة، لمساعدتها على الاستمرار في عملياتها في ظل أزمة اقتصادية حادة، ألقت بظلال كئيبة على قطاع النقل الجوي، وخسائر تصل إلى مليون جنيه إسترليني يومياً.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت الشركة أن واحداً من بين كل ستة موظفين، وافق على خطة لتخفيض الرواتب، تتضمن العمل مجاناً، أو الحصول على أجازة بدون راتب، أو العمل بدوام مؤقت، لمدة شهر.
وتبلغ قوة العمل في "بريتيش إيرويز" حوالي 40 ألف موظف، وافق 6940 منهم على المشاركة في خطة تخفيض الرواتب، والتي تستمر لشهر واحد، ومن المتوقع أن توفر للشركة، بموجب هذه الخطة، حوالي عشرة ملايين جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 16 مليون دولار.