أرباح المصرف كانت دون التوقعات
لندن، بريطانيا (CNN) -- أعاد تقرير اقتصادي الثلاثاء أسباب تراجع الأرباح التي أعلن عنها مصرف HSBC البريطاني الاثنين إلى مخصصات القروض المتعثرة التي اضطر المصرف لتخصيصها، وتركز ذلك في السوق الإماراتية، أكبر أسواق HSBC في الشرق الأوسط.
وذكر التقرير أن البيانات الخاصة بالمصرف تأتي في ظل استمرار المفاوضات بينه وبين شركة "دبي العالمية" المملوكة لحكومة دبي، ضمن محاولة الأخيرة إعادة جدولة ديون تقدّر قيمتها بأكثر من 22 مليار دولار، علماً أن البيانات تجنبت ذكر حجم الانكشاف على تلك الديون.
ويظهر التدقيق بالأرقام المالية الخاصة بـHSBC أن فرعه في الشرق الأوسط اضطر خلال 2009 إلى رفع المبالغ المخصصة للقروض المتعثرة بنسبة خمسة أضعاف، لتصل إلى 1.7 مليار دولار، ما أدى إلى انخفاض أرباح المصرف العامة قبل الضرائب إلى 455 مليون دولار، بتراجع 75 في المائة عن 2008.
وقال المصرف في بيانات عام 2009 المالية: "لقد واجه مصرف HSBC في الشرق الأوسط مجموعة من العوامل، أبرزها الانكماش الكبير في اقتصاد دبي وتراجع عوائد النفط بعد انخفاض أسعاره، وتعرض الكثير من المستثمرين في المنطقة إلى خسائر تشغيلية."
ولفت تقرير أعدته "فايننشال تايمز" بعد التدقيق في بيانات HSBC المالية إلى أن أعمال المصرف في مجال الاستثمار البنكي كانت مربحة، ولكن القروض الشخصية والتجارية في الإمارات تلقت خسائر واضحة، في حين تراجعت قيمة الديون المعطاة ككل بنسبة 20 في المائة لتقتصر على 13.9 مليار دولار.
ونقل التقرير أن العديد من المصارف الإقليمية والدولية في الخليج عامة والإمارات على وجه خاص تعاني من مشاكل على صعيد القروض المتعثرة التي قد لا تتمكن من تحصيلها أبداً، لكنها تلجأ إلى إعادة جدولتها بهدف تجنب تخصيص مبالغ مالية موازية لها، قد تؤثر على ميزانيتها العامة وأرباحها.
كما أضاف أن هذه الطريقة في إعادة جدولة الديون تخفف من وقع الأزمة، وتحول دون إحراج زبائن المصارف غير القادرين على الدفع، خاصة وأن بينهم عائلات كبيرة وشخصيات حكومية.
يذكر أن البيانات المالية لـHSBC لم تكشف القيمة الكاملة للديون المستحقة لصالح المصرف على "دبي العالمية" واكتفت بالقول إن الإدارة: "تواصل دعمها لجهود حكومة دبي في سعيها للتوصل إلى حلول ناجعة لمشاكل السيولة الحالية."
ويأتي ذلك بعد أيام على تقرير لمؤسسة "موديز" للتصنيفات، قالت فيه إن المصارف المحلية في الإمارات منكشفة على ديون بقيمة 15 مليار دولار لـ"دبي العالمية" إلى جانب قروض أخرى لمصارف أجنبية، معظمها في بريطانيا.
و كان مصرف HSBC قد أعلن الاثنين نتائجه المالية التي خيّبت آمال المستثمرين بعدما أخفقت في الوصول لتوقعات المحللين، إذ أبلغ البنك عن تحقيق أرباح صافية بلغت نحو 5.8 مليارات دولار في 2009، بنسبة نمو قدرها 2 في المائة فقط عن أرباح عام 2008.
وكانت التوقعات تشير إلى أن الأرباح لن تقل عن 7.76 مليارات دولار، غير أن حجم مخصصات الديون المتعثرة تزايد بنسبة 6 في المائة ليبلغ 26.5 مليار دولار، وأدى الإعلان إلى تراجع قوي في أسهم البنك بسوق لندن.