متابعة: مصطفى العرب
دبي العالمية كانت قد طلبت تأجيل ديون
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكد محمد شرف، المدير التنفيذي لشركة "موانئ دبي،" المستثناة من خطط حكومة إمارة دبي لإعادة هيكلة شركتها الأم "دبي العالمية" الغارقة في الديون، قدرة "موانئ دبي" على سداد قروضها في الموعد المحدد دون مصاعب، حتى في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وقال شرف لـCNN بالعربية إن الشركة لديها حالياً سيولة تعادل 3 مليارات دولار، كما تشهد ميزانيتها تدفقات سنوية بمليار دولار، في حين أن معظم ديونها طويلة الأمد، وذلك على هامش إعلان "موانئ دبي" لنتائجها المالية التي أظهرت تراجع أرباحها الصافية بنسبة 46 في المائة لعام 2009، الذي شددت خلالها على عدم قلقها من حجز أصولها بالخارج.
وأضاف المسؤول الإماراتي: "الاستحقاق الأول لديوننا يحل عام 2012، وقد قمنا بكافة الدراسات التي تضمن سداد الديون بوقته، وإذا نظرنا اليوم لموازنتنا فسنجد أن لدى الشركة سيولة تعادل ثلاثة مليارات دولار، وهذا يجب خصمه من قيمة إجمالي القروض."
وتابع: "لدينا مليار دولار، تدفقات سنوية وبالتالي فإنا نشعر بالإطمئنان لقدرتنا على سداد القروض في أوقاتها، وخاصة قرض عام 2012، في حين أن سائر القروض طويلة الأمد ولن تحل مواعيد استحقاقها قبل سنوات."
وفي تحليله لأوضاع شركته أمام الصحفيين، رأى شرف أن العام الماضي برهن على قوة الشركة باعتبار أن نتائجها كانت أفضل من نتائج السوق العالمية التي تمر بأكبر أزمة منذ عقود، فقد تراجعت حركة الشحن البحري العالمية بنسبة 12 في المائة بينما اقتصرت في "موانئ دبي" على 6 في المائة.
وكشف شرف أن الأرباح الناجمة عن أعمال المناولة للبضائع السائبة (التي لا تحتاج للنقل بالحاويات مثل المواشي والنفط وسواها) تراجعت 29 في المائة، وكان لذلك أثر كبير على النتائج العامة.
ورفض شرف اعتبار أن قطاع النقل البحري قد تجاوز المرحلة الأسوأ من الأزمة العالمية على مستوى الشحن، وقال إن نتائج الأشهر الأولى من عام 2010 تظهر نمواً بمعدل أربعة في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، مع عودة الانتعاش للكثير من الأسواق المتقدمة، ولكنه جزم بأن افتراض استمرار النمو غير ممكن في الوقت الحالي.
وأكد شرف أن "موانئ دبي" ما تزال ملتزمة إدراج أسهمها في بورصة لندن، ولكنه رفض تحديد جدول زمني لذلك، كما عاود إعلان مضي شركته في بناء البنية التحتية لمشروع "لندن غيت" في العاصمة البريطانية رغم تحديات الأزمة المالية.
وبالنسبة لعمليات تمويل هذا المشروع قال شرف إن "موانئ دبي" قادرة على تقديم المطلوب للبنية التحتية، دون نفي إمكانية طلب تمويل من الأسواق الدولية بعد أن يبدأ المشروع بالانتقال لمراحل جديدة.
من جهته، قال يوفراج نارايان، المدير المالي لموانئ دبي العالمية، إن شركته نجحت في تحقيق هذه النتائج المالية بعد أن قلصت تكلفة عملها بقرابة سبعة في المائة، وذلك عبر صرف موظفين والحد من بعض نفقات التشغيل وإدارة الفروقات بين العمليات بشكل صحيح.
ورداً على سؤال حول إمكانية أن تطلب الجهات الدائنة لشركة "دبي العالمية" الحجز على موجودات لـ"موانئ دبي" في الخارج باعتبار أنها جزء من الشركة الأم قال نارايان: "لقد أوضحت خطط إعادة الهيكلة أننا غير مشمولين بالخطوة، وكذلك أصولنا وأعمالنا، وبالتالي ليس لدينا قلق حيال هذا الأمر.. قد يحاول البعض السعي لقرار حجز ولكن النجاح في تحقيق ذلك أمر آخر."
وتشير أرقام الشركة إلى أن إيراداتها بلغت 2.8 مليار دولار مقابل 3.2 مليار دولار لـ2008، أما الأرباح الصافية بعد اقتطاع الضريبة من عمليات الشركة الجارية بلغت 333 مليون دولار مقابل 621 مليون دولار في 2008.
كما تدل على أن قيمة إجمالي الأصول لديها ارتفعت من 15 مليار إلى 19 مليار دولار بسبب إضافة محطات جديدة خلال الفترة، إلى جانب الزيادة في أرصدة البنوك وفي التدفقات النقدية إلى 2.9 مليار دولار عقب سحب السيولة من التسهيلات الائتمانية الدوارة لعام 2012 خلال العام.
وتظهر أرقام الشركة وجود ديون بقيمة ثمانية مليارات دولار، تتوزع بواقع 1.7 مليار دولار ديون على شركات فرعية و1.75 مليار دولار على شكل قروض غير مضمونة متوسطة المدى مدتها 30 سنة يستحق موعد سدادها في العام 2037، إلى جانب 1.5 مليار دولار على شكل صكوك غير مضمونة مدتها 10 سنوات يستحق موعد سدادها في العام2017.
ولا تحتاج الشركة حاليا إلى إعادة تمويل رئيسية قبل استحقاق التسهيلات الائتمانية البالغة 3 مليار دولار بتاريخ 22 أكتوبر 2012.
وكانت شركة "دبي العالمية،" الشركة الأم لـ"موانئ دبي" والمملوكة لحكومة دبي قد دخلت في مفاوضات مع مصارف لإعادة جدولة قروض بقيمة 26 مليار دولار، وقد أعلنت في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2009 عن عملية إعادة الهيكلة، مستثنية "موانئ دبي" وديونها.