قالت الشركة إن هيوارد يتلقي دعم الشركة الكامل
لندن، إنجلترا(CNN)-- أعلنت شركة "بي بي"، الثلاثاء، أن الرئيس التنفيذي للعملاق النفطي، طوني هيوارد، الذي تعرض لضغوط قوية جراء أزمة التسرب النفطي في خليج المكسيك، سيغادر منصبه في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ومن المقرر أن يخلفه الأمريكي، بوب دودلي، الذي تولى جهود الإشراف على عمليات وقف التسرب والتنظيف.
ويضع الإعلان حداً للتكهنات بشأن هيوارد، الذي تداولت وسائل إعلام أنباء تنحيه منذ فترة، على ضوء الانتقادات الأمريكية العنيفة إزاء تعامل الشركة مع كارثة التلوث النفطي، التي تسبب بها انفجار منصة نفطية في 20 إبريل/نيسان الماضي، إلى جانب دور محتمل للشركة في إطلاق سراح الليبي، عبدالباسط المقرحي، المدان الوحيد في قضية تفجير لوكربي.
كما كشفت الشركة عن حجم خسائرها جراء كارثة التلوث النفطي في خليج المكسيك، والتي بلغت نحو 32.2 مليار دولار، إضافة إلى إعلانها عن خسائر قياسية بلغت 17.3 مليار دولار، خلال الربع الثاني من العام.
وكانت "بي بي" قد نفت في بيان، صدر الاثنين، توصلها إلى قرار نهائي بشأن هيوارد، والخسائر التي تكبدتها جراء التلوث النفطي.
وسبق وأن تناولت وسائل إعلام بريطانية أن هيوارد قد يغادر منصبه ربما الاثنين أو الثلاثاء، تزامناً مع إعلان الشركة عن نتائجها نصف السنوية.
ورد مارك سولت، الناطق باسم "بي بي" قائلا لـCNN: "طوني هيوارد يظل رئيسنا التنفيذي، ويتلقى كامل دعم مجلس الإدارة وكبار المدراء."
وتعرض المسؤول النفطي لانتقادات عنيفة وضغوط قوية منذ بدء أزمة التسرب النفطي في خليج المكسيك، في إبريل/ نيسان الماضي، مما أدى لهبوط حاد في سعر أسهم الشركة، بالإضافة إلى مزاعم تورط "بي بي" في عملية إطلاق سراح المقرحي مقابل عقود نفطية.
وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية، BBC الأحد، دون تحديد مصدر، أن هيوارد يفاوض بنود تنحيه، وأن إعلاناً رسمياً في هذا الشأن متوقع خلال الأربعة وعشرين ساعة القادمة.
وشكك خبراء في نجاح هيوارد بالخروج بحزمة نهاية خدمة مغرية، إذ يتوقع أن يصل تعويضه، الذي يشمل الراتب والحوافر - 3.158 مليون جنيه إسترليني (4.87 مليون دولار)، وفق التقرير السنوي للشركة عام 2009، بالإضافة إلى معاش تقاعدي يصل إلى 584 ألف جنيه إسترليني سنوياً (901 ألف دولار)، فضلاً عن 535 ألف سهم في الشركة، حتى 31 ديسمبر/كانون الأول، قد تصل قيمتها إلى 212 مليون جنيه إسترليني (327 مليون دولار).
ومنذ يونيو/حزيران الفائت، أزاح عملاق النفط هيوارد جانباً من الجهود القائمة لوقف التسرب النفطي وتنظيف التلوث الذي شل قطاعا الصيد والسياحة بخليج المكسيك.
ويطالب أعضاء في الكونغرس الأمريكي باستجواب هيوارد حول الدور المزعوم لـ"بي بي" في الإفراج عن المقرحي، الذي أطلقت السلطات الاسكتلندية سراحه لدواع إنسانية جراء إصابته بالسرطان في أغسطس/آب الماضي.
والمقرحي هو المدان الوحيد في تفجير طائرة "بان ام" فوق مدينة لوكربي عام 1988، في الحادث الذي راح ضحيته 270 شخصاً، معظمهم من الأمريكيين.
وتزامن تأمين "بي بي" بعقد للتنقيب في ليبيا مع إكمال المملكة المتحدة وطرابلس معاهدة تبادل سجناء بين البلدين، رغم أن الإفراج عن المقرحي لم يقع تحت طائلة هذه الاتفاقية.
ويذكر أن عملاق النفط أعلن الأسبوع الماضي عن بيع أصول بقيمة سبعة مليارات دولار إلى شركة "أباتشي،" في أعقاب الفاتورة الباهظة التي تنوء تحتها الشركة بسبب التسرب النفطي في خليج المكسيك.
وستشتري أباتشي أصولا للنفط والغاز في تكساس وغرب كندا ومصر، ومن المفترض أن تحصل "بي. بي" على 5 مليارات دولار نقدا في 30 يوليو/تموز في إطار الاتفاق.
وعملية بيع الأصول إلى شركة "أباتشي،" المتخصصة في زيادة الإنتاج من الحقول القديمة، تأتي في إطار خطة أعلنت عنها "بي بي" في وقت سابق لجمع 10 مليارات دولار.
وتعهدت "بي بي" بتقديم نحو 20 مليار دولار إلى صناديق تعويض تتبع حكومة الولايات المتحدة، نتيجة لمسؤوليتها في تسرب النفط، الأمر الذي أفقد سهم الشركة نحو النصف، منذ الكارثة التي بدأت 20 أبريل/نيسان.