عرض: مصطفى العرب
عدد من الموجودين على صفحة ''الحرية الجنسية'' طالبوا بمناظرة رجال دين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حفلت المجموعات المتنوعة على موقع Facebook الأربعاء، بالكثير من المحاور الخلافية، وخاصة على صعيد العلاقات اليهودية العربية، مع بروز مجموعة تدعو للصداقة بين الشعبين، إلى جانب ظهور من يطالبون بوقف استخدام لغة "العربيزي" أي كتابة الكلمات العربية بأحرف أجنبية.
كذلك برزت صفحة مجموعة ضمت آلاف المشتركين، تطالب بـ"الحرية الجنسية" وتوفير منازل للقاءات الجنسين تحميها الحكومة، كما وتدعو إلى مناظرة شيوخ الأزهر في مصر حول هذه القضية، بالإضافة إلى انضمام آلاف التونسيين إلى مجموعة ترفع لواء العداء لـ"البهامة"، وهو مصطلح مشتق من "البهيمة" ويستخدم للدلالة على ممارسات سلبية أو منفرة بشكل عام في المجتمع.
وفي مجموعة "اكتب عربي" التي ضمت مئات الأشخاص، نجد مجموعة من الشباب الذين يرفضون استخدام الأحرف الأجنبية لكتابة اللغة العربية، وعرفت المجموعة عن نفسها بالقول: "ما يسمى بالعربيزي وغيرها، وهو نظام الكتابة باللغة العربية باستخدام الأحرف اللاتينية، ظهر في بداية التسعينيات كرد فعل للتقنيات التي لا تدعم اللغة العربية في برمجتها، مثل الهواتف النقالة ولوحات المفاتيح وغيرها."
وتابع: "العربيزي ليس مؤامرة غربية تهدف إلى تطعيج الأمة العربية، ولا هي هجمة استعمارية بطيخية وما شابه، كل ما في الأمر بأن هذه الظاهرة كانت تستخدم في وقت ما لغرض ما وانتهى ذلك.. ونحن كشباب عربي واع ومثقف يهمنا أن نلتفت إلى لغتنا وأن نوليها اهتمامنا."
وأشادت المشتركة ولاء عكرماوي بالمجموعة وأهدافها، وكتبت باللغة العربية (التي لم تخل من الأخطاء): يعطيكم ألف عافيه، سعيده لاني انضميت لمجموعتكم، وتحيه لكل عربي خايف على ثقافتنا."
أما المشترك أسامة بيقاوي، فقد أعرب عن امتعاضه مما تطرحه المجموعة بالقول: "مرحبا .. ممكن أعرف شو المشكلة بطريقة الكتابة هاي (ما رح اسميها لغة) لأنها ما وصلت لدرجة أنها دارجة بين الناس على مستوى كبير.. بس مجرد إنها بتنكتب على النت و بالمسجات مش أكتر ... والحمدلله الناس والشباب بالأخص محافظين على لغتهم وتاريخهم .. برأيي إنو الموضوع مش مستاهل."
كما برز على الموقع أيضاً صفحة ضمت أكثر من 12 ألف مشترك تحت عنوان: "العرب واليهود يرفضون أن يكونوا أعداء" حفلت بنقاشات سياسية تاريخية ساخنة بين مشتركين عرب وإسرائيليين.
وعرفت المجموعة عن نفسها بمقدمة كُتبت باللغات الإنجليزية والعربية والعبرية، جاء فيها: "أنا لا أسمح للحكومات أن تقرر من هو عدوي، أعدائي هم من يريدون الحرب مهما يكونون: إسرائيليون، فلسطينيون، يهود أو عرب.. أصدقائي هم من يريدون السلام."
وقد عبر المشترك الكويتي، ركان بليوي، عن دعمه للطرح بالقول: "مجموعة جميلة، أنا كشخص عربي لا أرى أن الشعب الإسرائيلي عدو لي، أبداً، أقر أن هناك تصرفات سيئة قامت بها إسرائيل، وبعض الحكومات العربية، ولكن يجب أن نكون أصدقاء انطلاقاً من كوننا متحضرين.. نحن ببساطة بشر."
أما اليمني محمد الحميري، فقال: "مهما قلتم فأنتم أعداء لنا، لن يكون هناك سلام قبل أن تغادروا أرضنا، سنقاتلكم حتى يترك آخر واحد منكم أرض فلسطين.. نحن في الجنة وأنتم في النار.. يعيش هتلر قاتل الصراصير."
ورد عليه المشترك الإسرائيلي تامير تاروم، باللغة العربية: "حقا؟ هل قرأت التاريخ مؤخراً؟ هناك قصة عن الشعب الإسرائيلي حتى في القرآن، أين حكاية فلسطين؟"
وفي صفحة أخرى ضمت أكثر من ستة آلاف مشترك عربي، برزت مجموعة "عايزين حرية جنسية" التي عرفت عن نفسها، بالقول: "مش لاقيين ناكل.. مش لاقيين فلوس.. حنتورث زي البهايم.. مرتب الموظف ميكفيش يجيب شقه لو اشتغل طووووول عمره.. مشاكلنا أبسط من كده كتيييييير.. عايزين حرية جنسية.. عايزين شقق للإيجار بالساعة وبحماية الحكومة.. عايزين بيوت تكفل العلاقة الغرامية بين الجنسين."
وتتابع الصفحة بالقول: "بلادنا تعاني من ارتفاع شاهق لمعدلات الفقر والعنوسة والزيادة السكانية والعنف والتشنج و الكراهية.. الحرية الجنسية ستكون حلا واضحا صريحا حاسما قاسما للشر بالبلاد، فلنتسلح بالحب في مواجهة الكراهية."
وحفلت الصفحة بنقاشات صاخبة بين مؤيدين ومعارضين للفكرة، ووصل الأمر بالمشترك منير نبيل إلى القول: "هذه المجموعة تطالب بمناظرة علنية مكشوفة مع شيخ الأزهر ولفيف من علماء المسلمين مجتمعين حول حريتنا الجنسية وصحيح الدين الإسلامي."
بالمقابل، رد المشترك محمد عادل موسى، بعنف على المجموعة وعدد من المشتركين فيها، مهاجماً الدعوة لمناقشة الأزهر، وقال إنه سيقوم بقتل شقيقته لو شاهدها تنام مع الرجال في منزل يؤجر بالساعة. وسأل المشترك تامر السعيد، المدافع عن الحرية الجنسية ما إذا كان يقبل رؤية شقيقته أو أمه مع الرجال.
وأجابه تامر السعيد: "والله يا أستاذ محمد عادل أختي حرة تعمل اللي هي عايزاه.. أنا مش شبهك هعمل نفسي ربنا وأعدمها لو عملت كده."
ومن تونس، اجتمع أكثر من 22 ألف مشترك على صفحة مجموعة تناولت ظواهر لممارسات يقوم بها البعض في البلاد، ويطلق عليها الشعب التونسي وصف "البهامة" المشتق من البهائم، وهي ممارسات سلبية أو منفرة بشكل عام، لا تنسجم مع تاريخ البلاد أو طبائع مجتمعها، وحاول المشتركون تعريف الظاهرة وتحديد طرق علاجها.
وعرفت المجموعة المسماة "ضد البهامة في تونس" عن نفسها بالقول: "نظرا لتفشي ظاهرة البهامة واكتساحها لأسواقنا الداخلية، وبالتالي انتشار مظاهر العوج والتصطيك والقفة بشتى أنواعها وتسببها في إيقاع عدد كبير من الضحايا بالذبحة الصدرية، وكذلك ارتفاع في عدد المرضى بالسكر، فإننا قررنا إنشاء هذه المجموعة لفضح الممارسات ونقدها."
وقال المشترك وائل خلولي: "أنا أرى أن البهامة لا تتمثل في أن يقوم شخص بأمر خاطئ، الخطأ هو من طبيعة الإنسان، أما البهيم من وجهة نظري فهو إلي يعرف روحو غالط ويكمل في الغلط."
بالمقابل، قال مقبل خليفة: "هناك فرق بين السبب الجذري للبهامة ومظاهر البهامة، يعني أعراضها ونتائجها. فالمرض هو حمل البعض لوجهة الغرب في الحياة يعني تقمص شخصية علمانية.. لذا فالمرض فكري علينا العودة إلى أفكارنا الصافية ونتخذ عقيدتنا منهجا في الحياة، وعندها تكون لدينا شخصيات إسلامية متجانسة وسليمة."
ويوضح المشترك محمد تيتو: "عندما تحدثنا عن البهامة، تحدثنا عن مجموعة من الممارسات، وكما ذكرنا في توبيك (موضوع) سابق إنو الممارسات هذه غريبة عن أيديولوجيتنا ومقومات هويتنا، ولكنها تكرست وتجذرت وبدأت تأخذ مفهوم الثقافة.. فتسميتها بالبهامة القصد احتقارها وتكريه الناس فيها."