تقارير متعددة عن ''تجليات'' للعذراء في مصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تابعت المدونات العربية خلال الأيام الماضية مجموعة من القضايا، على رأسها انتقاد بعض المدونين المغاربة للعلاقات التي بناها عدد من الفنانين العرب لمتحول جنسيا، احترف الرقص بعد التحول إلى امرأة، إلى جانب الحديث عن التزامن بين ذكرى الحرب في غزة وعاشوراء.
كذلك أبرزت المدونات حالة الارتباك السائدة في السعودية على خلفية تناقض الفتاوى حيال الاختلاط بين الجنسين، بالإضافة إلى تناول بعض المدونيين المصريين بالنقد ظاهرة "تجلي العذراء" التي كثر الحديث عنها في البلاد.
فمن المغرب، تناولت مدونة عصام بالنقد ظاهرة احتفاء فنانين بأحد المغاربة المتحولين جنسياً، بعد احترافه الرقص، وذلك تحت عنوان "نور/نور الدين."
وقال المدون: "لقد سمع العديد منا عن (نور الدين) الذي تحول إلى (نور) الراقصة اللولبية على رأي الأخوة المصريين.. قصته باختصار، أن الرجل يتحكم بعضلاته بشكل لافت للنظر.. ذلك الشكل الذي يسهل عليه ممارسة فن (التلواز)، أي تحريك الحوض على طريقة الرقص الشرقي، فقرر أن يجري عملية جراحية ليتحول إلى أنثى تحمل لترات من (السيليكون) وتتناول قناطير من الهرمونات."
وأضاف: "وبعد ذلك حصل على حفاوة كبيرة بالمشرق العربي، والدول الأوربية.. وصادق العديد من النجوم والفنانين والفنانات، وعلى رأسهم (هيفاء وهبي).. الشيء الذي أخاف أن يدفع العديد، من أجله، إلى تكوين طوابير أمام الجراحين للتحول.. فالسيدة فاتنة بحق"!
وتابع: "(نور/ نور الدين) لم يحظ من قبل بترحاب في المغرب بصفته الشوهة (المشوه) تمشي على قدمين.. لقد أثبت العلم أن عملية التحول التي قام بها غير مبررة لأن جيناته وهرموناته ذكورية. لذا فهو يمثل إساءة إلى صورة المغاربة بالعالم أجمع."
ومن مصر، برزت المدوّنة ميادة مدحت بمناقشتها ظاهرة "تجلي العذراء" التي كانت مدار جدل بين المصريين طوال الأيام الماضية، بعد تقارير عن رؤيتها في كنائس محلية.
وعلى مدونتها "مذكرات مواطنة مصرية" كتبت مدحت، تحت عنوان "بص شوف العذراء بتعمل إيه!!" قائلة: "من قال أن الوحدة الوطنية قد اختفت؟ ربما تغير شكلها وبالتأكيد اختلف مضمونها فمن التكاتف معا ضد عدو الأمة فيما مضى إلى الاتفاق الضمني على التعصب والجبن ومؤخرا- بعد التجلي الأخير- على التخلف!"
وتابعت: "أليس هذا ما حدث في الوراق؟ مجموعه من المأفونين الحالمين بامتلاك سطوة كهنة آمون في مصر القديمة يتلاعبون بأضواء الليزر ويطيرون الحمام لتنطلق الشائعة كالنار في الهشيم: العذراء تجلت!! ويتجمع الحرافيش من المسلمين والأقباط ليشاهدوا المعجزة المكذوبة وهم يهتفون بفجاجة وكأنهم يشجعون راقصة أو لاعب كرة: بص شوف العذراء بتعمل إيه!! تماما كما تجمعوا منذ عامين كالوثنيين حول الشجرة المباركة التي تضيء ولو لم يمسسها نار وتتجلى بلفظ الجلالة: الله!"
وأضافت: "أحيانا أتساءل: هل الخرافة صناعة مصرية؟ هل لا يوجد على الأرض مؤمنين إلا فى مصر؟ لماذا لا تأتى الكرامات إلا على أيدي شيوخ الإسلام فى مصر؟ ولماذا لا تتجلى العذراء إلا في سماء مصر؟ إن التجليات والكشوف لا تؤتى إلا الصالحين فما الذي فعلناه لنستحق ذلك التجلي وتلك الكشوفات؟"
وعلى مدونة "سعودي جينز" ناقش المدون تضارب الفتاوى والآراء حول الاختلاط في السعودية، فبعد عقود من تحريمه، بدأت موجة من الفتاوى حول مشروعيته بعد افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا المختلطة، وذلك في مقال تحت عنوان "انتصار الارتباك."
وقالت المدونة، التي استخدم صاحبها اللغة الإنجليزية، إنه قبل افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا "كاوست" كان الفصل الجنسي هو القاعدة بينما الاختلاط "حرام" ولكن بعد افتتاحها اتضح أن الاختلاط حلال.
ولفت المدوّن إلى المقابلة التي أجراها رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة، الشيخ أحمد الغامدي، والتي قال فيها إن الذين يعارضون الاختلاط "يعارضون الشريعة،" مضيفاً أن تصريحاته جاءت في وقت واصل فيه عناصر الهيئة "إرهاب" الناس في أماكن مختلفة من المملكة على حد تعبيره.
ولفت المدوّن إلى أن البعض ممن وصفهم بـ"المنافقين" حاول التقدم بطرح وسطي أشار فيه إلى أن الاختلاط في الجامعة "محدود" لكنه أكد من أن ذلك غير صحيح بعد عرضه لصور احتفال شاركت فيه فتيات مع شبان في الجامعة.
وختم المدون بسخرية قائلاً: "لقد انتصر الارتباك، في الماضي قالوا لنا إن الاختلاط حرام، واليوم يقولون لنا إنه مشروع، والذين يحاولون الخروج من مأزق التضارب في الطروحات يتحدثون عن اختلاط جيد وآخر سيئ، فمن علينا أن نصدّق؟ دعاة الانفصال أو الاختلاط أو المنافقين.. يا لها من متاهة."
وعلى مدونة "كاف لاروس" برزت متابعة لحلول ذكرى عاشوراء بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للعملية الإسرائيلية على غزة تحت عنوان: "عاشوراء .. والذكرى الأولى للعدوان على غزة!"
وقال المدون: "ذلك هو يوم عاشوراء الذي نحتفل به في كل عام ونصومه أسوة برسول الله، ولعل من المفارقات هذا العام أن يصادف يوم عاشوراء الذكرى الأولى للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، التي عشنا معها بقلوبنا وجوارحنا كل تلك اللحظات الحرجة في تاريخهم البطولي الذي لا ينكره إلا خائن."
وتابع: "تعود عاشوراء هذا العام وغزة لا تزال تحت الحصار الصهيوني، وما يزيد من مرارة الموقف أن يتم غلق جميع الأبواب والمنافذ التي كانت المتنفس الوحيد لأهلنا في غزة، بمبررات أقل ما يقال عنها أنها أقبح من الجرم المرتكب!"
وانتقد المدوّن بهذه المناسبة الجدار الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة قائلاً: "الدول المتحضرة والتي تحترم نفسها تقوم بهدم جميع الجدر التي تفصلها بين جيرانها مهما كان هذا الجار، ولنا في الألمانيتين خير دليل في التاريخ، فما بالنا نحن عربا ومسلمين؟"