مريم بلحاف: الحظ ليس العامل الوحيد في بلوغ النجاح
صلالة، عُمان (CNN)-- يبدو أن النساء في سلطنة عُمان بدأن بتلمس طريقهن نحو الاستقلالية والريادة في مجتمع ذكوري وتقليدي حتى يومنا هذا.
ومريم بلحاف، هي إحدى تلك السيدات اللاتي طبعن لهن اسماً خاصاً في مجال الاستثمارات والأعمال، عبر تصنيع منتجات مختلفة من مادة اللبان.
واللبان هو مادة صمغية تنمو بكثرة في عُمان، وتستخدم كبخور، إذ تخرج منه رائحة زكية عند حرقه، ويقال إنه كان أحد الهدايا التي أحضرها الحكماء الثلاثة عند ولادة المسيح.
غير أن هذا المشروع لا يشكل لمريم فقط جزءاً من التاريخ أو مرتبطاً بالنساء فحسب، بل هو أداتها لتحقيق حلم راودها طوال حياتها.
فمريم بلحاف، وهي أم لسبعة أبناء، وجدة أيضاً، بدأت العمل في استخراج اللبان وتصنيعه من منزلها، وهي اليوم تدير خمسة متاجر في العاصمة مسقط.
وقد افتتحت بلحاف متجرها الأول في 2003، لتكون واحدة من أوائل العمانيات اللاتي برزن كسيدات أعمال في منطقة الشرق الأوسط.
ورغم أن اللبان يصنع اليوم في مصانع باستخدام آلاف خاصة، تفضل بلحاف قضاء ساعات طويلة في المنزل، لتصنع منه الزيوت العطرية، والعطور، والمنكهات.
ورغم أنها تنحدر من عائلة غنية، تؤكد بلحاف أن لا علاقة لذلك بالأمر، إذ تقول: "أريد أن أثبت أن بإمكان المرأة فعل ما تشاء، فبإمكانها النجاح في عملها وإثبات نفسها بجدارة، ولهذا فهي لا تحتاج إلى مساعدة الناس أو شفقتهم."
بالنسبة للعُمانيات، يشكل هذا النوع من النجاح فرصة كبيرة أمامهن للبروز، فوالدة مريم لم تتمكن حتى من الذهاب إلى المدرسة، وتلقي التعليم.
غير أن دخول المرأة مجال العمل والتعليم لم يبدأ سوى منذ فترة قريبة، ففي منتصف التسعينات، شجع حاكم عُمان، السلطان قابوس، النساء على تلقي التعليم، والدخول في مجال العمل، حتى أنه سمح لهن أيضا بدخول معترك الحياة السياسية، فوفقا لوزارة الإعلام العمانية، تشغل ثلاثة عمانيات منصب وزير في الحكومة الحالية.
من جهته، وصف برنامج الأمم المتحدة لإدارة الحكم في الدول العربية عُمان بأنها واحدة من أكثر الدول تطورا في منطقة الخليج من حيث حقوق المرأة، إلا أنه يشدد على ضرورة الاهتمام بالنساء في المناطق النائية، وزيادة نسبتهن في مواقع العمل، إذا أن هذه النسبة لا تتجاوز 20 في المائة.
ووفقا لمؤسسة "فريدوم هاوس"، المعنية بمتابعة حقوق الإنسان وتطبيق الديمقراطية، تشهد الجامعات العُمانية تخريج طالبات بنسبة أكبر من الطلاب.
ولعل هذه هي الرسالة الأهم التي تسعى بلحاف إلى تعليمها لبناتها، فكما تقول، حظهن أفضل من حظ جداتهن اللاتي فقدن فرصهن في التعليم والعمل.
غير أن بلحاف تعود لتؤكد بأن الحظ ليس العامل الأهم، فالوصفة السرية لكل رجل وسيدة يلحقون قطار النجاح هي العمل بجد، والمثابرة، وقبول التحدي.