أطلقت الصحيفة مناشدتها بعد مقتل أحد صحفييها
المكسيك(CNN) -- تزامناً مع مواراة أحد صحفييها الثرى، وفي خطوة غير مسبوقة ناشدت صحيفة مكسيكية في إفتتاحيتها أباطرة المخدرات (كارتل) في مدينة "سيوداد جوارز" إنهاء حملة العنف والبطش ضد الصحفيين.
وخاطب أعضاء هيئة التحرير في صحيفة "الدياريو" عصابات المخدرات التي تتصارع فيما بينها لبسط سيطرتها على شوارع المدينة قائلين: في الوقت الحاضر، أنتم السلطة الفعلية في هذه المدينة، ولأن السلطات المشروعة أخفقت في إبعاد شبح الموت عن زملائنا."
وتعد "الدياريو" من أوسع الصحف انتشاراً في المدينة واكتسبت مكانتها من التغطية المكثفة للعنف الناجم عن تجارة المخدرات والصراع بين العصابات للسيطرة على الشوارع.
وجاءت مناشدة الصحيفة إثر تصفية لويس كارلوس سانتياغو، 21 عاماً، وهو ثاني صحفي من العاملين بها يجري اغتياله خلال عامين.
وأشارت التحقيقات إلى أن سانتياغو اغتيل بإطلاق عدة رصاصات عليه عن قرب في هجوم أوقع زميلاً له مصور جريحاً، إلا أن السلطات رفضت ربط مقتله بأباطرة المخدرات، كما أنها فشلت، في الوقت ذاته، تحديد هوية من يقف وراء تصفيته.
وتابعت الصحيفة مناشدتها: "لا نريد المزيد من الموتى والضحايا ولا حتى التخويف.. يستحيل علينا ممارسة دورنا في مثل هذه الظروف."
وأشارت التقارير أن فرقة "لا لانيا" الجناح المسلح لـ"عصابة جوارز" نفت مسؤوليتها عن تصفية الصحفي.
وتقول شائعات محلية إن الصحفيين ربما التقطا صوراً لم تتقبلها عصابات المخدرات فقامت بتصفيتهما.
وفي السابق، نفذت عصابات المخدرات المكسيكية حملات تصفية استهدفت المغنيين، كان آخر ضحاياها المغني سيرغيو فيغا، 40 عاماً، الذي اغتيل في يونيو/حزيران وهو في طريقه لإحياء حفل موسيقي، وبعد ساعات من نفي شائعات مقتله.
وغالباً ما يتعرض الفنانون بالمكسيك الذين يمجدون بالغناء الحياة كجزء من صناعة المخدرات، لخطر القتل على أيدي عصابات متنافسة.
وتشيع في المكسيك فيها ثقافة الامتزاج بأباطرة المخدرات في دولة تدر فيها تجارة تلك المواد المخدرة 50 مليار دولار سنوياً.
وتزايد العنف والتنافس بين زعماء المخدرات منذ تولي الرئيس فيليب كالديرون المنصب في ديسمبر/كانون الأول عام 2006، وإعلانه حرباً شعوا على المخدرات.
ولقي أكثر من 22 ألف شخص حتفهم منذ انطلاق الحملة وحتى وقتنا الراهن، وفق حصيلة حكومية.
والعام الماضي، ضمت لائحة "فوربس" لأكثر الأشخاص نفوذاً في العالم، أحد أبرز أباطرة تجارة المخدرات في المكسيك.
ويقول تصنيف المجلة إن السلطات المكسيكية تعتقد بأن جواكي "الشابو" غوزمان، يتربع على عرش كارتل "سينالوا" النافذ، وتشتبه بضلوعه في تهريب شحنات من "الهيروين" تصل قيمتها إلى ما بين 6 مليارات و19 مليار دولار، خلال السنوات الثمانية الماضية.
وترصد السلطات المكسيكية 5 ملايين دولار ثمناً لرأس غوزمان.