أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية أن بلاده تسعى للسلام مع كافة جيرانها
القدس (CNN) -- واصل المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، لقاءاته في المنطقة، حيث توجه إلى العاصمة الأردنية عمان للقاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، الذي توجه إليها في مستهل جولة إلى عدد من العواصم الأوروبية.
وكان المبعوث الأميركي، قد التقى في وقت سابق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبحث معه كذلك إمكانيات استئناف عملية السلام المتعثرة.
وعلى صعيد آخر، أعلن نتنياهو، السبت، أن إسرائيل ليس لديها نية لشن هجوم على لبنان، وذلك بعد ساعات من تصريح الوزير الإسرائيلي يوسي بيليد توقع فيه "حتمية" اندلاع مواجهة جديدة مع "حزب الله" في الشمال.
ونفى نتنياهو توقعات الوزير الليكودي في بيان جاء فيه: "أن إسرائيل لا تبحث عن أي نوع من المواجهة مع لبنان.. إسرائيل تسعى للسلام مع جميع جيرانها."
وكان بيليد قد صرح السبت بأن العالم فشل في تعامله مع حزب الله وان هذه المنظمة زادت قوة منذ حرب لبنان الثانية.
وهدد قائلاً: "إذا اندلع صراع في الشمال سنحمل كل من لبنان وسوريا المسؤولية"، وفق "هآرتس."
واعترف الوزير الإسرائيلي بفشل حرب لبنان الثانية قائلاً "حقاً حصل فشل"، إلا أنه لم يحمل مسؤولية هذا الإخفاق لشخص بعينه وأنه ناتج عن تراكمات سنوات طويلة سبقت الحرب منذ أن تقرر تقليص القوات البرية، وسيادة الاعتقاد بأنه يمكن تحقيق حسم عسكري في المعركة عن طريق الصواريخ وسلاح الجو.
وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية قد توقعت أن تتحول أي مواجهة عسكرية مستقبلية بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب واسعة بين إسرائيل ولبنان، قائلة إن قيام الحزب بنشر صواريخه الطويلة المدى على مساحة كبيرة في شمال لبنان ومنطقة البقاع سيؤدي حتما إلى اتساع رقعة القتال.
ونقلت الصحيفة أن حزب الله لم يعد عصابة بل أنه يمارس حربا هجينة تشتمل في آن واحد على تكتيك العصابات من جهة وإستراتيجية الجيش النظامي ومبادئه اللوجيستية من جهة أخرى.
وتتسق تصريحات بيليد مع أخرى أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الأسبوع الماضي دعا فيها القوات الإسرائيلية إلى البقاء في جهوزية ويقظة كبيرتين على الرغم مما وصفه بحالة الهدوء السائدة على طرفي الحدود.
وحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن أي تصعيد ونصح حزب الله بعدم محاولة خرق هذا الهدوء الذي قال إنه في مصلحة الطرفين.
ويذكر أن باراك، قد توعد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باستهداف لبنان، وليس حزب الله، رداً على أي هجمات قد تقوم بها الجماعة اللبنانية في تصعيد للتوتر على حدود إسرائيل الشمالية.
وقال إنه يحمل لبنان مسؤولية أي صراع مع حزب الله، مضيفاً "حزب الله ليس هدفنا، في مثل هذه الحالة.. هدفنا سيكون دولة لبنان."
ويذكر أن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، أكد في خطاب ألقاه في 15 من الشهر الجاري أن أي "مواجهة مقبلة" مع إسرائيل ستنقلب إلى هزيمة لإسرائيل و"ستغير وجه المنطقة."
وقال نصرالله: "أعدكم أمام كل التهديدات والتهويلات التي تسمعونها يوميا للبنان أنه في أي مواجهة مقبلة مع الصهاينة، سنفشل أهداف العدوان وسنهزم العدو وسنصنع النصر التاريخي الكبير وسنغير وجه المنطقة."
وأضاف نصرالله: "هناك تهديد إسرائيلي دائم ومتكرر على لبنان وغزة لشن حرب جديدة، غير أن إسرائيل فقدت قدرتها على الفعل التي كانت لها في الماضي.. لكن لو فرضت علينا الحرب سنواجه ونقاتل قتال الكربلائيين، فنحن نرفض الذلة لن تنال إسرائيل منا، هيهات منا الذلة."