لاريجاني اعتبر أن علاقة طهران بالكويت تساعد على استقرار المنطقة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دعا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الدول العربية في منطقة الخليج، والتي تضم قواعد للقوات الأمريكية، إلى عدم السماح باستخدام أراضيها لضرب الجمهورية الإسلامية، محذراً في الوقت نفسه بتحويل إسرائيل إلى "أرض محروقة"، في حال إذا ما أقدمت على مهاجمة طهران.
وشدد لاريجاني، في تصريحات له بالعاصمة الكويتية، الأربعاء، على أنه "يجب أن تعلم دول المنطقة، التي قدمت قواعد عسكرية لأمريكا، أن هذه القواعد يجب ألا تستخدم ضد إيران، وألا تكون المنطقة محطة للاعتداء على إيران"، وأكد في هذا الصدد: "لا نود أن نلحق الأذى بأي من دول المجلس"، في إشارة إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال المسؤول الإيراني، خلال مؤتمر صحفي في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام للكويت، إن إستراتيجية بلاده تقوم على "احترام شعوب المنطقة ودولها في سيادتها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي منها، إضافة إلى ضمان وإقامة الاستقرار الدائم في المنطقة."
وأضاف، وفقاً لما نقلت وكالات الأنباء الرسمية في كل من الكويت وطهران: "نعتبر دول مجلس التعاون وشعوبها بمثابة شعبنا، وعليكم ألا تشعروا بالقلق إلا من الكيان الصهيوني"، كما اعتبر أن علاقة بلاده بالكويت، من شأنها أن "تساهم وتساعد في استقرار المنطقة واستتباب الأمن فيها."
وعن اتهامات مباشرة لإيران بأنها تتدخل في الوضع الداخلي لدول الجوار، وعما إذا كانت هذه التدخلات ضمن مخططات لتصدير الثورة الإسلامية، قال لاريجاني: "هذا السؤال يشير إلى نقطة مهمة، فهناك بعض التيارات الإقليمية والصهيونية والأمريكية، تحاول التفريق بين إيران وبين دول المنطقة."
كما شدد على أن إستراتيجية الجمهورية الإسلامية تنص على "إقامة الاستقرار والأمن الدائم في ربوع المنطقة"، وأضاف متسائلاً عما إذا كان دفاع إيران عن "حزب الله" اللبناني، أو حركة "حماس" الفلسطينية، يُعتبر تدخلاً في شؤون الآخرين، وفقاً لوكالة الأنباء الكويتية "كونا."
كما أوضح أن الاتهامات التي وجهتها بعض الدول لإيران، بأنها تدعم الشيعة في لبنان، لم تتوافق مع دعم إيران لحركة حماس السُنية، وقال إن "دفاع إيران عن الشعبين اللبناني والفلسطيني، هو ضمن إستراتيجيتنا الإسلامية، وهذا لصالح الشعوب العربية والإسلامية"، حسب قوله.
وعما يثار بشأن تدخل إيران في اليمن، قال لاريجاني إن "ما تبثه بعض الفضائيات ليس دقيقاً، فإيران لديها علاقات وثيقة مع المسؤولين في اليمن، ونؤمن بوحدة الأراضي اليمنية، وأكدنا أن الجميع يجب أن يمارس نشاطه في إطار المصالح العليا لهذه الدولة."
وتابع قائلاً إن "تلك الاتهامات من قبل دول الغرب، تصب في مصلحة الترويج لتخويف دول المنطقة، طمعاً في الحصول على قواعد عسكرية جديدة، أو نهب الثروات النفطية لهذه الدول، وعلى الجمهور الواعي في العالم العربي والعالم الإسلامي، أن يدرك هذه المخططات."
وعن الملف النووي الإيراني والمخاوف الإقليمية والتحفظات الكويتية عليه، قال: "هذا الملف بدأ منذ عهد شاه إيران (قبل قيام الثورة الإيرانية) حين تم توقيع اتفاقية التعاون النووي الإيراني مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر في طهران، وكانت الاتفاقية شاملة وكبرى، ونتج عنها إنشاء مفاعل طهران منذ ذلك التاريخ."
وأضاف أن ألمانيا وقعت بعد ذلك مع الحكومة الإيرانية اتفاقية مماثلة لإنشاء مفاعل "بوشهر"، وفرنسا كذلك لتزويد إيران بالوقود النووي، "لكن بمجرد أن انتصرت الثورة الإسلامية وطرد الشاه، ألغى الأمريكان الاتفاقية، وامتنعوا عن تزويد مفاعل طهران بالوقود، وكذلك فعلت ألمانيا وفرنسا في نقضهما لاتفاقيتيهما مع إيران."
وتابع قائلاً: "لم تكن لنا حيلة حينها سوى الاعتماد على أنفسنا، ولكن في إطار ضوابط المنظمة الدولية للطاقة النووية ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية"، واصفاً حصول إيران على التقنيات النووية، رغم تهديدها وفرض العقوبات عليها بـ"النصر العظيم."
وشدد لاريجاني على أن إيران "عازمة على الحصول على التقنية النووية، وتعتبر ذلك ثروة للعالم الإسلامي بأسره"، معتبراً أن "القلق الذي يثيره البعض هو قلق مصطنع"، مشيراً إلى أن "الغرب يسلط الأضواء على إيران، بدلاً من أن يثير القلق من الكيان الصهيوني، الذي لديه أكثر من 400 رأس نووي."
وأضاف موضحاً: "هذا القلق (بشأن البرنامج النووي الإيراني) لا أساس له من الصحة، لأننا لسنا بصدد إنتاج أسلحة نووية، لاسيما أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي، أكد أن تلك الأسلحة محرمة، لكن ما نريده هو الحصول على الطاقة النووية السلمية."
وردا على سؤال بشأن أسباب ما تشهده الساحة الإيرانية من مظاهرات وتوترات، وعما إذا كانت تلك الأسباب داخلية أم بسبب أجندات أجنبية، أكد لاريجاني:"نعم هناك أجندات خارجية، فبعض الدول لها خطط ومشاريع، والدليل على ذلك هو اغتيال الدكتور علي محمدي أستاذ الفيزياء بجامعة طهران، والنائب العام لمدينة خوي أخيراً."
وقال إن "الديمقراطية والمشاركة الشعبية في إيران أمر جدي، لذلك فإن الرأي والرأي الآخر موجودان بشكل جاد وفاعل"، وأضاف "لاشك بأن الخلافات تصل إلى قمتها إبان فترة الانتخابات الرئاسية، وقد تبدو هذه الأمور عجيبة في بعض الدول التي تعاني من خمود وركود سياسي، أو التي تتمتع بحكم رئاسي يستمر عقوداً من الزمن."
وعن تناقض التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن إغلاق مضيق "هرمز"، وضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، في حال تعرضت إيران إلى هجوم، وما يشكله ذلك من أضرار لدول المنطقة، مع ما يؤكده المسؤولون الإيرانيون عن عمق العلاقة مع هذه الدول، قال لاريجاني: "يجب أن تعلم دول المنطقة، التي قدمت قواعد عسكرية لأمريكا، أن هذه القواعد يجب ألا تستخدم ضد إيران، وألا تكون المنطقة محطة للاعتداء على إيران."
وأضاف: "لسنا مكلفين بالرد على تقديم بعض الدول قواعد عسكرية لأعداء إيران، ولا نود أن نلحق الأذى بأي من دول المجلس"، مضيفاً أن "الغرب يحاول، من خلال هذا القلق، فرض ازدواجية في التعامل."
وعما إذا كان الرد الإيراني على التهديدات الإسرائيلية سيقتصر على توجيه ضربة لـ"فلسطين المحتلة"، أم يتعداه ليطال دول الجوار، أجاب لاريجاني بقوله إن "طرح مثل هذه المواضيع في الوقت الراهن، ليس أمراً سديداً وحكيماً، لأن إسرائيل لن تجرؤ على مثل هذه العملية."
وأضاف: "إسرائيل تعلم بأنها لو بادرت بمثل هذا العمل فان الصواريخ الإيرانية سوف تبدل إسرائيل إلى أرض محروقة"، وفيما أشار إلى "الهزيمة" التي منيت بها إسرائيل في حربها مع حزب الله في جنوب لبنان ومع حركة حماس خلال "العدوان" على غزة، تساءل قائلاً: "كيف يجرؤون على هذا العمل مع دولة كبيرة، وهي الجمهورية الإسلامية."