عملية الرصاص المصبوب خلفت أكثر من 1400 قتيلاً من الفلسطينيين و13 إسرائيلياً
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد ساعات من إعلان إسرائيل تقديم ردها رسمياً على تقرير "غولدستون"، أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية السبت، عن تقديم رد أولي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بشأن التقرير الذي يتهم الجيش الإسرائيلي ومسلحين من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بارتكاب "جرائم حرب"، خلال عملية "الرصاص المصبوب"، التي شنها "جيش الاحتلال" على قطاع غزة الشتاء الماضي.
وقام "المراقب الدائم لفلسطين" في الأمم المتحدة، رياض منصور، بتسليم رسالة من رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، إلى مكتب الأمين العام، تتضمن المرسوم الرئاسي بتشكيل لجنة مستقلة لمتابعة تنفيذ ما جاء في قرار الجمعية العامة رقم 64/10، بشأن التقرير الذي أعدته لجنة تحقيق دولية، برئاسة القاضي الجنوب أفريقي السابق، ريتشارد غولدستون، حول العملية الإسرائيلية التي استمرت ثلاثة أسابيع ضد الفلسطينيين المحاصرين في غزة.
كما تضمنت رسالة سلام إلى كي مون، التقرير الأولي الذي أعدته اللجنة المستقلة، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، التي أشارت إلى أن السفير منصور قام، في تمام الساعة الثانية والنصف بتوقيت نيويورك، بتسليم هذا الملف إلى نامبيار، مدير ديوان الأمين العام للأمم المتحدة.
كما نقلت الوكالة التابعة للسلطة الفلسطينية في "رام الله" بالضفة الغربية، أن رئيس السلطة، محمود عباس، تلقى اتصالاً السبت، بمقر إقامته في العاصمة البريطانية لندن، من الأمين العام للأمم المتحدة، وتركز الحديث على "الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام المتعثرة، بسبب التعنت الإسرائيلي."
يُذكر أن تقرير "غولدستون"، الذي صدر في سبتمبر/ أيلول الماضي، دعا كلاً من إسرائيل وحماس لإجراء تحقيقات مستقلة، ولمحاكمة أولئك الذين يزعم أنهم ارتكبوا "جرائم حرب" خلال العملية الإسرائيلية في قطاع غزة الشتاء الماضي، والتي قُتل خلالها أكثر من 1400 فلسطيني و13 إسرائيلياً.
وكانت إسرائيل، التي سلمّت ردها على تقرير "غولدستون" إلى الأمم المتحدة الجمعة، مع قرب الموعد النهائي الذي حددته المنظمة الدولية، والذي ينتهي في الخامس من فبراير/ شباط المقبل، قد أعلنت مجدداً رفضها تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الاتهامات التي يتضمنها تقرير "غولدستون."
وخلال احتفال لغرس الأشجار جنوبي إسرائيل الجمعة، قال وزير الدفاع إيهود باراك، إن "البحث الذي أجرته الجهات الأمنية المختصة في تقرير غولدستون، يؤكد بشكل لا يقبل التأويل، أن جيش الدفاع الإسرائيلي هو جيش جدي، ومسؤول وأخلاقي، يعمل في ظروف شبه مستحيلة."
ووصف باراك تقرير "غولدستون" بأنه "مشوه، ومتحيز، وغير متزن"، مشيراً إلى أن رد إسرائيل على هذا التقرير، يأتي "انطلاقاً من شعورها بضرورة أداء الواجب"، كما شدد على قوله إنه "يتعين على قادة وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي، أي يدركوا بأن الدولة تقف إلى جانبهم في أي حال وفي جميع الظروف."