دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال مقرر ريتشارد فالك، إن تحقيق السلام القائم على حل الدولتين هو أمر شبه مستحيل سياسيا بسبب إسراع وتيرة توسيع المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية، في الوقت الذي مازال فيه سكان غزة يعانون من نتائج الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، رغم تخفيف بعض القيود.
وأضاف الخبير المستقل في مؤتمر صحفي في نيويورك: "هناك انفصال في عملية السلام الحكومية التي يبدو أنها ترتكز على خيال بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في نهاية تلك العملية."
وتابع: "بالنظر إلى التجميد الذي طال المفاوضات الحكومية وجهود الأمم المتحدة فإن مبادرات المجتمع المدني تعد مهمة للغاية من أجل حشد التضامن مع الجهود الفلسطينية للوصول إلى حق تقرير المصير وأيضا لتحدي، بشكل رمزي وجوهري، الأبعاد غير القانونية للاحتلال الإسرائيلي"، وفق ما نقلت الأمم المتحدة في موقعها.
وتهدد قضية المستوطنات محادثات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي يمكن أن تنهار بعد جهود حثيثة لاستئنافها، إذ يشترط الفلسطينيون تجميد الاستيطان للمواصلة في المحادثات، بينما تحث الولايات المتحدة إسرائيل على وقف النشاط الاستيطاني.
ولفت صائب عريقات، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، إلى أن الحكومة الإسرائيلية ومنذ 26 سبتمبر/أيلول الماضي قد شرعت ببناء 856 وحدة استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منها 310 وحدات استيطانية في القدس الشرقية ، وفق موقع حركة "فتح."
والخميس، ودعا عريقات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى "الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967،" مشيراً إلى عدم وجود قانون دبلوماسي يمنعهم من القيام بذلك.
وأعاد عريقات التأكيد على الموقف الفلسطيني المتمثل في التشدد على أن الطريق الوحيد لاستئناف المحادثات المباشرة يتمثل بوقف كافة النشاطات الاستيطانية، وبما يشمل القدس الشرقية.
وبالعودة إلى فالك، أكد المسؤول الدولي إن أن الوضع في قطاع غزة يبقى خطيرا للغاية من وجهة النظر الإنسانية، وقال إن الحصار الإسرائيلي على القطاع يفرض ضغوطا نفسية وجسدية كبيرة على السكان.
وكانت إسرائيل قد فرضت الحصار على غزة، منذ ثلاث سنوات بزعم دواع أمنية بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على القطاع عام 2007.
وأضاف أن حصار غزة والتوسع الكبير للمستوطنات اليهودية في القدس الشرقية والضفة الغربية، يضع حملا ثقيلا على كل فلسطيني، هذا بالإضافة إلى سياسة هدم المنازل والإخلاء ومصادر تصاريح الإقامة.
وقال الخبير المستقل "إلا أن الحصار يذهب أبعد من ذلك فهو يجعل من تحقيق حل الدولتين استحالة سياسية في هذه المرحلة".
وأضاف "هناك عدم تواصل بين عملية السلام الحكومية الدولية والتي يبدو أنها مبنية على وهم بأنه في نهاية هذه العملية ستوجد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".