واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- دعا مسؤول أمريكي شريكي الحكم في السودان الاستعداد لتقديم تنازلات مع بدء جولة مفاوضات جديدة بينهما في أثيوبيا، فيما تستعد السودان لاستفتاء قد يفضي لانفصال الجنوب عن الشمال."
وقال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، سكوت غراشيون: "تبقى 79 يوماً فقط حتى التاسع من يناير/كانون الثاني.. وليس هناك الكثير من الوقت لإضاعته."
وستناقش جولة المباحثات المقبلة، وستضم وفد الاتحاد الأفريقي برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثابو مبيكي، القضايا العالقة التي لم تحسم بين "المؤتمر الوطني" و"الحركة الشعبية" من بينها قضية "أبيي"، خلال الجولة السابقة.
وصرح غراشيون في واشنطن بإن على الأطراف تقديم تنازلات للتوصل لتسوية نهائية بشان القضايا الصعبة المتبقية، مضيفاً: "العالم أجمعه يراقف وسيحكم استنادا على نهج الإطراف في هذه المباحثات وكيفية التصرف خلال الأشهر القليلة المقبلة. "
ووصفت الإدارة الأمريكية الاستفتاء المقرر مطلع العام المقبل بأنه "قنبلة زمنية" وعرضت على الحكومة السودانية مجموعة حوافز منها تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وقد يتيح الاستفتاء انفصال الجنوب، الغني بالنفط والذي يتمتع بحكم ذاتي، الانفصال عن الشمال، وسط مخاوف من زعزعة استقرار السودان الذي يشهد غربه اضطرابات في إقليم دارفور.
والأسبوع الماضي، حذر الجيش السوداني من المخططات الرامية إلى نشر قوات دولية في منطقة عازلة بين شمال السودان وجنوبه، قبل الاستفتاء، معتبراً أن هذا الطرح لا يعبر إلا عن "جهل بمجريات الأحداث الحقيقة في السودان أو تحرشا يستهدف استقراره وسلامته."
وقال المقدم الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، "تصب في خانة تأزيم الموقف والتصعيد،" مضيفاً في حديث لوكالة الأنباء السودانية، إن لدى القوات المسلحة "القدرة على التعامل مع أي أحداث تمس أمن وسلامة المواطن في الشمال أو الجنوب."
وأضاف المقدم الصوارمي سعد: "القوات الأممية الموجودة في جنوب السودان لها تفويض محدد ليس من بينه الانتشار على الحدود وإنما مراقبة تنفيذ الاتفاقية."
وكانت قيادات في الحركة الشعبية لتحرير السودان قد اتهمت الشمال بتهديد مناطق الجنوب، ودعا رئيس حكومة الجنوب، سيلفا كير، إلى نشر قوات على المناطق الحدودية بين شطري البلاد، وهو أمر حظي بترحيب أمريكي.
ومن المقرر أن يصوت جنوب السودان في التاسع من يناير/ كانون الثاني القادم على الانفصال أو الوحدة مع الشمال، بينما سيصوت سكان إقليم "أبيي" للانضمام إلى الجنوب أو البقاء مع الشمال، وسيكون الاستفتاء المرحلة الأخيرة من اتفاق "نيفاشا" للسلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب لإنهاء الحرب عام 2005.