من الصفحات التي انتشرت على الفيسبوك للمطالبة بالإفراج عن طل الملوحي
دمشق، سوريا (CNN)-- ذكرت مصادر إعلامية ومدونات عربية مختلفة أن الفتاة السورية طل الملوحي، 19 عاما، الطالبة في المرحلة الثانوية، معتقلة في سجن "دوما" النسائي، بتهمة التجسس، فيما دعت منظمات حقوقية النظام السوري، إلى ضمان حقوقها القانونية.
ولم يتسن لـCNN الوصول إلى أحد المسؤوليين السوريين للتأكد من صحة الخبر الخاص باتهام الشابة الملوحي، المحتجزة منذ 27 ديسمبر/كانون الأول عام 2009، والذي تتناقله وسائل إعلام ومدونات عربية.
وقال نديم حوري مدير مكتب منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيروت، لـCNN بالعربية: "بدلا من نشر الشائعات حول هذه الشابة، ينبغي على السلطات السورية ضمان حقوقها القانونية والمتمثلة بالسماح لها على الأقل بمقابلة محام."
وأضاف حوري: "مازالنا بانتظار موقف رسمي بشأن القضية، يصدر عن القضاء السوري وليس الأجهزة الأمنية. كما ينبغي الإعلان عن 'الجريمة' التي ارتكبتها هذه الشابة، وفي حال كانت تهمتها التجسس، فيتوجب الإعلان كذلك عمن تجسست لحسابه وكيف؟ والأهم من ذلك، وفي سياق ذلك، متى سيكون بوسعها الالتقاء بمحام يدافع عنها."
وتابع "وبعد احتجاز المدونة الشابة لمدة تسعة أشهر بمعزل عن العالم الخارجي، فإننا نتوقع من السلطات السورية قدراً أعلى من الشفافية وليس الاعتماد على تسريبات مجهولة الهوية تصدر عن الأجهزة الأمنية."
وكانت صحيفة الوطن السورية نقلت يوم الاثنين عن مصادر سورية وصفتها بالمطلعة قولها إن الملوحي "متهمة بالتجسس لصالح السفارة الأمريكية في القاهرة وتسببت بمحاولة اغتيال ضابط أمن سوري في احد شوارع القاهرة بتاريخ السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ما أدى إلى إصابته بعاهة دائمة."
وقالت الصحيفة إن "عنصرا نسائيا في السفارة الأميركية في القاهرة عهد إلى الملوحي التجسس على السفارة السورية وتقاضت مبالغ مالية مقابل ما طلب منها،" مضيفة أنه ثبت على الفتاة "عدد من تهم التجسس التي اعترفت بها تم إيقافها وإحالتها على القضاء وهي الآن في السجن وستمثل أمام المحكمة خلال الفترة القادمة."
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية نشرت نبأ توجيه السلطات السورية للمدونة طل، تهمة "التجسس لصالح قوة أجنبية،" في عددها الصادر الثلاثاء.
وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤول سوري رفيع، إن الملوحي، أوصلت معلومات سرية أدت إلى الهجوم الأخير على أحد المسؤولين العسكريين في البلاد.
وكانت لجنة حقوق الإنسان السورية، قد أفادت بأن جهاز الاستخبارات السوري استدعى الملوحي في 27 من ديسمبر/كانون الأول عام 2009 للتحقيق معها بشأن مدونتها، التي تتضمن قصائد شعرية وتعليقات اجتماعية حول شؤون اجتماعية وعربية.
وجاء في تقرير للجنة في أغسطس/آب الماضي، "ومنذ ذلك الحين تم اعتقالها ولم تتم إعادتها إلى أسرتها، كما لم يعرف أفراد أسرتها مكان اعتقالها."
وأضاف التقرير: "وبعد ذلك بوقت قصير، توجه جهاز الاستخبارات السوري إلى منزلها وصادر كمبيوترها الشخصي."
وكانت أسرة الملوحي قد قالت لمنظمة هيومان رايتس ووتش إن الفتاة طل تدرس في المرحلة الثانوية النهائية، وأنها لا تنتمي لأي جماعة سياسية، فيما قال نشطاء سوريون إنها ربما اعتقلت بشأن قصيدة شعرية تنتقد القيود السورية على حرية التعبير. (تفاصيل أخرى)
وكانت العديد من المنظمات قد طالبت بإطلاق سراح الملوحي، فيما عمل مؤيدوها إلى تشكيل جماعات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باللغتين العربية والإنجليزية مطالبين بإطلاق سراحها. (مزيد من التفاصيل)
وانضمت منظمة العفو الدولية إلى المطالبين بإطلاق سراح الملوحي، وعبرت عن خشيتها من تعرض الفتاة للتعذيب.
وكانت والدة الملوحي قد قالت للمنظمة في سبتمبر/ أيلول الماضي: "إنني أكاد أجن.. لقد أصبت بأرق دائم منذ اعتقال ابنتي.. إنني أعيش الآن على الحبوب المنومة."
ولا تخشى "العفو الدولية" منع معالجة الفتاة طل من مرضها الذي تعاني منه وهو سرعة خفقان القلب فحسب، بل أنها قد تخضع لأي من أشكال التعذيب الثمانية والثلاثين والمعاملة السيئة التي تزعم المنظمة الدولية أن سوريا تمارسها بحق المعتقلين لديها.
وأشارت المنظمة إلى ثماني حالات مماثلة لحالة طل في سوريا، اعتقلوا لأنشطة تتعلق بالكتابة في مواقع على الإنترنت، وتعرضوا جميعاً للتعذيب للحصول على اعترافات.
ووفقاً لمعهد دراسات الحرب والسلام، فإن سوريا تحكم قبضتها على وسائل الإعلام الرئيسية، الأمر الذي دفع بالشباب، سواء داخل سوريا أو خارجها، إلى الكتابة حول القضايا الاجتماعية والسياسية في مدونات على الإنترنت.