بغداد، العراق (CNN) -- وجهت "دولة العراق الإسلامية،" وهي مظلة تضم مجموعة من التنظيمات، على رأسها القاعدة في العراق، رسالة تهديد إلى المسيحيين في الدول العربية، وتوعدت بشن هجمات على كنائس في العراق ودول المشرق ومصر، وذلك استجابة لما قالت إنه "نداء الله والمستضعفات من المسلمات المأسورات" في كنائس مصر.
وجاء تهديد التنظيم عبر رسالة صوتية تلاها شخص لم يعرّف عن نفسه، ولكنه أعلن مسؤولية "كتيبة الاستشهاديين في جيش دولة العراق الإسلامية" عن الهجوم الذي استهدف كنيسة "سيدة النجاة" في بغداد الأحد، واضعاً ما جرى في إطار السعي لإطلاق نساء قيل إن الكنيسة القبطية في مصر تتحفّظ عليهن بعد إسلامهن.
وحددت الرسالة أهداف عملية الكنيسة في بغداد بـ"الإفراج عن كاميليا شحادة ووفاء قسطنطين وغيرهما،" وقالت: "مطلبنا بسيط وواضح، أسيراتنا اللاتي عند أبناء ملتكم في مصر مقابل أبناء ملتكم المحتجزين في الكنيسة،" وذلك قبل أن تقوم أجهزة الأمن العراقية بتحريرهم في وقت لاحق من ليل الأحد.
وتوجهت الرسالة إلى الفاتيكان، داعية إياه إلى "الضغط على نصارى الشرق الأوسط" لإطلاق السجينات، مهددة بأن "القتل سيعمكم، وسيجلب (بابا الأقباط،) شنودة الدمار لجميع نصارى المنطقة إن لم تأخذوا على يديه، واعلموا أنه قد ولى زمان تفردكم بالبطش والقوة.. ولإن جعلتم كنائسكم سجوناً للمسلمات، سنجعلها مقابر لكم."
وحذرت الرسالة التي لم تتمكن CNN من تأكيد صحتها من أن عدم الاستجابة لهذه المطالب ستفتح على المسيحيين "باباً لا يتمنوه أبداً، ليس في العراق فحسب، بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة،" ولوحت بتحويل كل الكنائس في هذه الدول إلى أهداف للتنظيم.
وكانت قوات الأمن العراقي قد اقتحمت الكنيسة الأحد، لتحرير الرهائن، ما أسفر عن مقتل 58 شخصاً، بينهن 17 شرطياً وخمسة مسلحين، إلى جانب جرح 57 شخصاً.
واحتجز المسلحون ما يزيد على 120 شخصاً في قداس يوم الأحد بكنيسة في حي الكرادة في بغداد وطالبوا بإخلاء زملائهم المعتقلين في سجون الداخلية.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن من بين القتلى الـ37 رهائن وعناصر أمن إلى جانب المهاجمين.
وذكر الناطق باسم الجيش الأمريكي، المقدم أريك بلوم، إن عشرة من الرهائن إلى جانب سبعة من رجال الأمن العراق وما بين خمسة إلى سبعة من المهاجمين قتلوا في الهجوم الذي أصيب فيه ما بين 20 إلى 30 شخصاً.
وقال وزير الدفاع العراقي، عبد القادر العبيدي، إن ملامح الهجوم تحمل بصمات القاعدة، مشيراً إلى أن معظم الرهائن قتلوا وأصيبوا عندما فجر المهاجمون عبوات ناسفة داخل الكنيسة.
وأعلن العبيدي في كلمة بالتلفزيون العراقي أن المهاجمين طالبوا بالإفراج عن معتقلين في العراق ومصر مقابل إطلاق سراح الرهائن.
ومن جانبها، أعلنت "دولة العراق الإسلامية، وهو تنظيم ينضوي تحت مظلته مجموعات سنية متشددة ويرتبط بتنظيم القاعدة، في بيان نشر في مواقع راديكالية، مسؤوليته عن الهجوم.
وتضاربت التقارير إزاء عدد المصلين ساعة الهجوم، فقد قال مارتين شلوف، مراسل صحيفة "الغارديان" البريطانية، الذي كان في موقع الحدث إن قرابة 50 شخصاً كانوا يحضرون القداس، في الوقت الذي أشار فيه ناطق باسم الجيش أن 120 كانوا بداخل الكنيسة.
ونقل شلوف عن أحد الناجين أن مهاجماً داخل غرفة خلفية حشد فيها قس الكنسية المصليين للحماية، وقام بإلقاء عبوة ناسفة غير محددة ما أوقع بعض الضحايا.
وفرضت قوات الأمن العراقي طوقاً أمنياً حول الكنيسة وأمهلت المهاجمين للإفراج عن الرهائن قبيل اقتحام الكنيسة، ونجح 13 رهينة، بينهم طفلان، في الهروب قبيل بدء عملية التحرير.
ووصف الصحفي البريطاني قائلاً: "انفتح الجحيم" واندلعت اشتباكات مسلحة وسمع دوي ما بين ثلاثة إلى أربعة انفجارات كبيرة لاحقاً.
وقلل الجيش الأمريكي من الدور الذي لعبته قواته في العملية، وقال بلوم: "قمنا بتزويد طائرة استطلاع بدون طيار فقط.. وكما هو الحال لدينا مستشارين مع قوات الأمن العراقي."
وتزامنت العملية مع هجوم تعرضت له بورصة بغداد عندما حاول مسلحون اقتحام المبنى، مساء الأحد، في عملية اسفرت عن مقتل حارسين وإصابة أربعة، حيث قام المهاجمون بتفجير سيارتين ملغومتين بجهاز تحكم عن بعد خارج المبنى.