بغداد، العراق (CNN) -- ضربت العاصمة العراقية بغداد سلسلة من التفجيرات شبه المتزامنة مساء الثلاثاء، أدت إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً، وجرح 180 على الأقل، وفق ما أكدته لـCNN، مصادر في أجهزة الأمن العراقية، تحدثت عن وقوع 14 انفجاراً.
وضربت التفجيرات حي الكاظمية الذي تقطنه غالبية من الشيعة شمال غرب بغداد، إلى جانب أحياء البياع والشعلة جنوب غربي العاصمة، وأور والزهور في شمال شرقي بغداد، ومدينة الصدر في الشرق.
كما انفجرت عبوة ناسفة أخرى في حي اليرموك المختلط بين السنة والشيعة في الغرب، إلى جانب انفجار تاسع في منطقة لم تتحدد على الفور.
وبحسب الشرطة العراقية، فقد كانت التفجيرات ناجمة عن عبوات مزروعة على جوانب الطرق، أو في سيارات مفخخة، وقد أعادت موجة الهجمات إلى الذاكرة الأيام الدامية التي شهدتها بغداد في ذروة العنف الطائفي بين السنة والشيعة قبل أكثر من عامين.
وتأتي هذه الهجمات بعد أقل من 48 ساعة على قيام الشرطة العراقية بتحرير الرهائن الذين كانوا قد اختطفوا داخل كنيسة "سيدة النجاة" في العاصمة بغداد، على يد أفراد مجموعة مسلحة اقتحمت الكنيسة وأخذت المصليّن المتواجدين داخلها كرهائن، وذلك بعد مواجهات مع عناصر الشرطة.
وكان الخاطفون قد طالبوا بمبادلة الرهائن بمعتقلين في السجون العراقية، وهو أمر رفضته أجهزة الأمن التي قامت بتوجيه إنذار للمسلحين، دعتهم فيه إلى تسليم أنفسهم أو الاستعداد لمواجهة عملية اقتحام، وهو ما جرى بالفعل، وفق مصدر أمني قال لـCNN إن عملية التحرير أدت لمقتل سبعة رهائن وجرح 20.
وبحسب المصادر، فإن المواجهات بدأت بعد قيام المجموعة المكونة من أربعة مسلحين بمهاجمة بورصة بغداد، الواقعة في وسط العاصمة، ما أدى إلى مقتل اثنين من الحراس وجرح أربعة.
وبعد العملية، قام المسلحون بتفجير سيارات مفخخة كانت معدة مسبقاً، مستخدمين أجهزة تعمل بالتحكم من بعد، وانسحبوا بعد اندلاع المواجهات مع الشرطة العراقية إلى الكنيسة، مختطفين قرابة 50 شخصاً.
وتأتي هذه التفجيرات فيما لا تزال الأزمة السياسية تراوح مكانها في العراق، وبينما يواصل رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، مساعيه لتولي المنصب الذي يشغله حالياً، فيما يحاول رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، مساعيه لتشكيل حكومة، باعتبار أن قائمته فازت في الانتخابات العراقية الأخيرة.