القدس(CNN) -- منعت المحكمة العسكرية الإسرائيلية إطلاق سراح ناشط من الضفة الغربية بالرغم من انقضاء فترة حكمه البالغة سنة واحدة في السجن.
وأمر رئيس محكمة الاستئناف الاثنين الماضي عبدالله أبو رحمة، التي جلبت قضيته اهتمام العالم كله، بالبقاء في السجن بعد إصدار الجهات العسكرية الإسرائيلية عريضة بتمديد فترة سجنه.
وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية قد أصدرت في الثاني عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حكماً بالسجن بحق منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار، عبد الله أبو رحمة، بعد أن أدانته بـ"التحريض وتنظيم مظاهرات غير شرعية"، وسط انتقادات من الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، التي اعتبرت أن الحكم جاء لدوافع سياسية.
وأصدرت المحكمة الإسرائيلية حكما بالسجن الفعلي لمدة عام واحد بحق أبو رحمة، البالغ من العمر 39 عاماً، بعد أن أدين في أغسطس/آب الماضي بتورطه في التظاهرات الأسبوعية ضد الجدار، الذي يصفه الفلسطينيون بأنه جدار فصل عنصري، فيما تعتبره إسرائيل حاجزاً أمنياً.
وكان أبو رحمة قد قضى بالسجن العسكري الإسرائيلي 10 شهور فعلياً، وبموجب الحكم فإنه كان يفترض الإفراج عنه الاثنين الماضي أي بعد 40 يوماً من الحكم الصادر بحقه,
وجاء في بيان المحكمة العسكرية أن "أبو رحمة أدين وحوكم بتهمة التحريض وتنظيم الشغب غير القانوني."
ورفض أبو رحمة قبيل صدور الحكم الاتهامات الموجهة إليه، وتعهد بالاستمرار بأنشطته الاحتجاجية، وقال: "نحن نريد مواصلة نضالنا.. ونريد أن نحظى بحقوقنا إلى أن ننال الحرية والاستقلال ونزيل الجدار والمستوطنات...وهذا الجدار غير القانوني وضد الاعتقالات للشعب، ولن نتوقف لأن هذا حقنا.. وهذه أرضنا، ويجب أن نواصل ذلك حتى التحرير."
منظمة "هيومان رايتس ووتش" قالت إن اعتقال أبو رحمة ومحاكمته تثير مخاوف جادة بشأن انتهاكات ناجمة عن عملية اعتقاله، وبشأن الحكم "الذي يجرّم عملية التعبير الاحتجاجي السلمي للفلسطينيين، الذي يحتجون ضد مصادرة أراضيهم بحكم الأمر الواقع."
وكانت قضية اعتقال أبو رحمة ومحاكمته قد أثارت اهتماماً عالمياً، حيث أصدرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، بياناً قالت فيه إن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى أبو رحمة باعتباره "مدافعاً عن حقوق الإنسان"، وعبرت عن قلقها من أن اعتقاله "قد يقصد منه منعه وفلسطينيين آخرين من ممارسة حقوقهم المشروعة في الاحتجاج ضد جدار الفصل بطريقة سلمية."
يشار إلى أن العشرات من الفلسطينيين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب، يشاركون في تظاهرات احتجاجية أسبوعية ضد الجدار والاستيطان في عدد من قرى الضفة الغربية، وعلى رأسها بلعين ونعلين.
وفي فبراير/شباط الماضي، تمت إقامة مهرجان جماهيري نظمته اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار لمناسبة الذكرى السادسة لانطلاق المقاومة الشعبية بالقرية.