القاهرة، مصر (CNN) -- رغم قرار وزير الإعلام المصري انس الفقي بضرورة وقف الحملات الانتخابية لانتخابات مجلس الشعب منتصف ليل الجمعة، خرقت بعض وسائل الإعلام القرار، وكان من أبرزها قيام قناة "الحرة" ببث حلقة مباشرة على الهواء استضافت خلالها كلا من الدكتورة مديحة خطاب، مرشحة الحزب الوطني، وجميلة إسماعيل، المرشحة بدائرة قصر النيل في حوار مطول، ما دفع الوزير الفقي إلى الطلب من اللجنة العليا للانتخابات التحقيق بما اعتبره خرقاً لقرارات اللجنة الملزمة بوقف أي دعاية انتخابية لمدة 24 ساعة قبل موعد بدء الاقتراع.
كما خالفت صحيفة الأهرام الحكومية بعددها الصادر، السبت، القرار، ونشرت إعلانا انتخابيا مدفوع الأجر من قبل إحدى الشركات التي تعلن تأييدها الصريح للواء محمد شديد مرشح الحزب الوطني عن دائرة قليوب التابعة لمحافظة القليوبية.
يأتي ذلك فيما قررت محكمة القضاء الاداري صباح السبت إعادة بث 5 قنوات فضائية وهي "البدر والحافظ وصفا والرحمة ووصال"، بينما تم تأييد قرار وزير الإعلام بوقف قنوات "الناس والصحة والجمال والخليجية".
وتعليقا على تغطية الانتخابات في الفضائيات المصرية، صرح الدكتور حسن نافعة احد كبار أساتذة العلوم السياسية في مصر، وأحد المهتمين بالشأن العام، إن وسائل الإعلام والصحف القومية المملوكة للدولة كانت منحازة في تغطيتها الانتخابية لمرشحي الحزب الوطني الديمقراطي، خاصة الوزراء المنتمين له، كما أن اللجنة العليا للانتخابات لم تضع ضوابط تحقق التكافؤ في الدعاية الانتخابية بين المرشحين.
وأوضح نافعة، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، "إنه تم وضع قيود مشددة على الفضائيات المصرية الخاصة، في تغطيتها للعملية الانتخابية خاصة في بعض البرامج الجماهيرية مثل "التوك شو"، بأن تم منع مناقشة موضوعات بعينها واستبعاد بعض المعارضين من الظهور في تلك البرامج، حتى فقدت تلك البرامج جاذبيتها لدى المشاهد وانصرف الكثير عنها.
وقال انه يأمل في تنفيذ قرار المحكمة الإدارية العليا بعودة خمس فضائيات إلى العمل مرة أخرى بعد أن تم وقف بثها من قبل وزارة الإعلام.
يشار إلى إن وزارة الإعلام المصرية قامت خلال الأسابيع الماضية بإغلاق أكثر من 12 فضائية، بعد أن اتهمتها ببث الأخبار المثيرة للفتن الطائفية والخادشة للحياء العام، فضلا عن غلق استوديوهات "الاوربت" من قبل مدينة الإنتاج الاعلامى، بسبب عدم تسديدها المستحقات المالية عليها للمدينة، وما ترتب عليه من وقف برنامج "القاهرة اليوم"، الذي يتمتع بجماهيرية كبيرة في مصر، إضافة إلى تفجر أزمة بين برنامج "العاشرة مساء" والحزب الوطني بعد حلقة انتقد فيها اختيار الحزب الوطني الحاكم لمرشحيه في الانتخابات الحالية.
يأتي ذلك فيما ألغت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة اليوم قرار الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات المصري بضرورة خضوع الرسائل الإخبارية الـSMS، للرقابة على مضمونها.