دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب المصري، تقدم كبير لمرشحي الحزب الوطني "الحاكم"، على مرشحي الأحزاب وقوى المعارضة، وفي مقدمتها جماعة "الإخوان المسلمون"، التي أعلنت رسمياً عدم فوز أي من مرشحيها في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت الأحد، في الوقت الذي ما زال أمام عدد من مرشحيها "فرصة ضئيلة" في جولة الإعادة الأسبوع المقبل.
في المقابل، أعلن الحزب الوطني فوز معظم مرشحيه على منافسيهم "باكتساح"، خاصة في الدوائر التي خاض فيها تسعة من وزراء الحزب المعركة الانتخابية، إضافة إلى عدد من الدوائر الأخرى، والتي كانت "شبه محسومة" لمرشحي الحزب الحاكم، ومنها دائرة "السيدة زينب"، لرئيس مجلس الشعب، أحمد فتحي سرور، ودائرة "الزيتون"، لرئيس ديوان رئيس الجمهورية، زكريا عزمي.
ولكن العديد من جماعات المعارضة المصرية أعلنت رفضها لتلك النتائج الأولية، بدعوى أنها جاءت نتيجة "عمليات تزوير واسعة"، وأعمال "بلطجة"، أسفرتا عن "فوز كاسح" للحزب الحاكم، وفق ما ذكر النائب السابق حمدي حسن، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لجماعة "الإخوان المسلمون" في مجلس الشعب "المنتهية ولايته"، في تصريحاته لـCNN بالعربية عبر الهاتف من الإسكندرية.
وأكد النائب السابق عن دائرة "مينا البصل"، وهي نفس الدائرة التي خاض فيها انتخابات 2010، عدم نجاح أي من مرشحي الجماعة، التي تُعد واحدة من أبرز قوى المعارضة في مصر، في الجولة الأولى من الانتخابات، ولكنه أشار إلى أن هناك ما بين 12 و14 مرشحاً سوف يخوضون جولة الإعادة، في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بحسب النتائج الأولية.
وكانت الجماعة، التي حققت "اختراقاً" غير مسبوقاً لسيطرة الحزب الوطني على البرلمان المصري، في انتخابات 2005، عندما فاز مرشحوها بـ88 مقعداً يشكلون حوالي 20 في المائة من مقاعد مجلس الشعب، تسعى للفوز بنسبة تصل إلى 30 في المائة من مقاعد المجلس في الانتخابات التي جرت جولتها الأولى الأحد، والتي خرجت منها الجماعة "خالية الوفاض."
ورغم أن بعض مرشحي الجماعة ما زالت أمامهم فرصة في الجولة الثانية، إلا أن حسن بدا متشائماً بهذا الشأن، وقال: "التجربة أثبتت أن جولة الإعادة تصب في الغالب بمصلحة إما مرشح الحزب الحاكم، أو المرشح الذي ترضى عنه الحكومة"، وأضاف: "نتوقع أن تكون أعمال التزوير في الجولة الثانية أكثر مما جرى في الجولة الأولى."
كما بدا النائب الإخواني السابق متشائماً أيضاً إزاء ما طرحه عن "مستقبل التغيير السلمي" في مصر، وقال في هذا الصدد: "هناك حالة من الاحتقان تعم الشارع المصري، كما أصبحت هناك قناعة بأن التغيير بالطرق السلمية أصبح مستحيلاً"، كما أشار إلى أن "اشتراك بعض القضاة في أعمال التزوير، يعكس مدى الفساد الذي استشرى في مصر."
في المقابل، أعلن الحزب الحاكم فوز جميع الوزراء الذين خاضوا الانتخابات، بحسب النتائج الأولية، رغم أن بعضهم خاض التجربة لأول مرة، فيما خاض أحد هؤلاء الوزراء السباق في إحدى الدوائر التابعة لإحدى المحافظات كان يتولى إدارتها في السابق، حيث يُسمح للوزراء فقط، دون المحافظين، بخوض سباق الانتخابات البرلمانية.
ففي دائرة "جهينة" بمحافظة سوهاج، حقق وزير الموارد المائية والري، محمد نصر الدين علام، "فوزاً كبيراً" على منافسيه، واقتنص مقعد الفئات في أول تجربة انتخابية يخوضها في مسقط رأسه، وفق ما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون الرسمي.
وفى دائرة "حلوان والمعصرة" انتزع وزير الإنتاج الحربي، سيد مشعل، مقعد الفئات من النائب المستقل السابق عن نفس الدائرة، الكاتب الصحفي مصطفى بكري، كما فاز وزير التضامن الاجتماعي، علي المصيلحي، في دائرة "أبوكبير" بمحافظة الشرقية، وفى المحافظة نفسها فاز وزير الزراعة، أمين أباظة، في دائرة "التلين"، بينما فاز وزير البترول، سامح فهمي، عن دائرة "مدينة نصر ومصر الجديدة."
وفى الإسكندرية، فاز وزير التنمية المحلية، عبد السلام المحجوب، بمقعد دائرة "الرمل"، وفي نفس المحافظة، فاز وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، مفيد شهاب، بدائرة "محرم بك"، بينما فاز وزير المالية، يوسف بطرس غالي، بدائرة "المعهد الفني" بالقاهرة، وفازت وزيرة التعاون الدولي، فايزة أبو النجا، بمقعد الفئات بمحافظة بورسعيد.
إلى ذلك، سقط قتيلان على الأقل الاثنين، وأُصيب عشرات آخرون، بينهم أربعة من أفراد الشرطة، في أحدث موجة من أعمال العنف التي شابت الانتخابات، ليرتفع عدد الضحايا إلى ستة، بعد سقوط أربعة قتلى الأحد، أكدت المصادر الأمنية ومصادر اللجنة العليا للانتخابات أن ظروف مقتلهم أو وفاتهم "ليس لها أي علاقة بالعملية الانتخابية."
ففي محافظة الشرقية، أفادت المصادر الرسمية بمقتل شخصين وإصابة "بضعة" أشخاص آخرين، خلال مشاجرة بين أنصار مرشح الوطني، وأنصار مرشح منافس، بدائرة "مشتول السوق"، وذكرت المصادر أن أنصار المرشح المستقل حاولوا اعتراض سيارة أحد أنصار مرشح الحزب الحاكم، الذي قام بإطلاق النار، مستخدماً "طبنجة" كانت بحوزته، مما أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة آخرين.
وفي دائرة "قطور" بمحافظة الغربية، وبعدما أظهرت النتيجة خوض مرشح الوطني، حسن زلط، جولة إعادة، قام عدد من أنصار المرشح المستقل، حمادة القفط، بإشعال النار في صيدلية تابعة لمرشح الوطني الآخر، سيد عطية، ثم توجهوا إلى مقر الحزب الوطني ورشقوه بـ"كرات مشتعلة من النيران"، وأثناء محاولة قوات الأمن التصدي لـ"مثيري الشغب"، أُصيب نقيب شرطة وثلاثة مجندين.