يشيعون الضحايا في بغداد

بغداد، العراق (CNN) -- ارتفع عدد ضحايا تفجيرات الثلاثاء الدامي في العاصمة العراقية بغداد إلى أكثر من 64 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 360 جريحاً، وفقاً لما صرح به وزير الصحة العراقي، صالح مهدي، لقناة العراقية الفضائية الأربعاء.

وكانت العاصمة قد شهدت الثلاثاء سلسلة تفجيرات شبه متزامنة تضمنت 14 سيارة مفخخة إضافة إلى انفجار عبوتين ناسفتين وقصف بقذائف الهاون، وشملت جميعها ما لا يقل عن 17 حياً من أحياء بغداد، معظمها تقطنها أغلبية شيعية، بحسب شرطة العاصمة.

وفي تقارير سابقة عن الشرطة العراقية أن انفجارات وقعت في حي الكاظمية الذي تقطنه غالبية من الشيعة شمال غربي بغداد، إلى جانب أحياء العامل والبياع والشعلة جنوب غربي العاصمة، وأور والزهور في شمال شرقي بغداد، ومدينة الصدر والكمالية والأمين في الشرق، وأبو دشير في الجنوب.

كما انفجرت عبوة ناسفة أخرى في حي اليرموك المختلط بين السنة والشيعة في الغرب، إضافة إلى أحياء الوزيرية والجهاد والغريات.

وبحسب الشرطة العراقية، فقد كانت التفجيرات ناجمة عن عبوات مزروعة على جوانب الطرق، أو في سيارات مفخخة، وقد أعادت موجة الهجمات إلى الذاكرة الأيام الدامية التي شهدتها بغداد في ذروة العنف الطائفي بين السنة والشيعة قبل أكثر من عامين.

وقال مسؤول أمريكي لـCNN: "نحن مدركون للتفجيرات المختلفة التي وقعت في بغداد وما نجم عنها من خسائر، وحتى الآن لم يرد أي طلب (من السلطات العراقية) للقوات الأمريكية بالتدخل، لكننا سنوفر المعلومات الاستخباراتية والتغطية الاستطلاعية لبعض مناطق التفجيرات."

وأشار المقدم إريك بلوم إلى أن الهجمات تحمل بصمات تنظيم القاعدة.

وتأتي هذه الهجمات بعد أقل من 48 ساعة على قيام الشرطة العراقية بتحرير الرهائن الذين كانوا قد اختطفوا داخل كنيسة "سيدة النجاة" في العاصمة بغداد، على يد أفراد مجموعة مسلحة اقتحمت الكنيسة وأخذت المصليّن المتواجدين داخلها كرهائن، وذلك بعد مواجهات مع عناصر الشرطة.

وكان الخاطفون قد طالبوا بمبادلة الرهائن بمعتقلين في السجون العراقية، وهو أمر رفضته أجهزة الأمن التي قامت بتوجيه إنذار للمسلحين، دعتهم فيه إلى تسليم أنفسهم أو الاستعداد لمواجهة عملية اقتحام، وهو ما جرى بالفعل، وفق مصدر أمني قال لـCNN إن عملية التحرير أدت لمقتل سبعة رهائن وجرح 20.

والأربعاء، أعلنت ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية"، وهي المظلة التي تضم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وتنظيمات أخرى متشددة، انتهاء المهلة التي منحتها للكنيسة المسيحية في مصر، وأن المسيحيين جميعاً حيثما وجدوا باتوا أهدافاً مشروعة لعناصرها.(التفاصيل)