القدس، (CNN) -- قالت منظمات إغاثة دولية وأخرى معنية بحقوق الإنسان، إن تخفيف إسرائيل الحصار الاقتصادي على قطاع غزه هذا العام، له "تأثير محدود" وأحدث تحسناً طفيفاً في حياة الفلسطينيين القاطنين في القطاع الذي تسيطر عليه حركة "حماس."
وصرح جيريمي هوبز، مدير "أوكسام" للاغاثة الدولية، وهي منظمة من 22 وقعت على التقرير المعنون: "الآمال المحطمة: استمرار حصار غزة": "فشل إسرائيل في أن ترقى إلى مستوى التزاماتها وعدم وجود تحرك دولي لرفع الحصار وحرمان الفلسطينيين في غزة من الحصول على المياه النظيفة والكهرباء وفرص العمل وبناء مستقبل سلمي."
وأضاف هوبز: "جزء بسيط فقط من المساعدات اللازمة وجدت طريقها إلى المدنيين المحبوسين في غزة بواسطة الحصار."
وتتعرض غزة لحصار اقتصادي إسرائيلي ومصري منذ 2007، عقب سيطرة حركة المقاومة الإسلامية، حماس، على القطاع الذي يصل عدد سكانه غزة ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني.
ومن جانبها قالت كيت الآن، مدير منظمة العفو الدولية "أمنستي"، إن الحصار يمثل عقاب جماعي ضد المدنيين في غزة، واضافت: "التخفيف الحقيقي الوحيد هو تخفيف الضغط على السلطات الاسرائيلية لانهاء ممارساتها الوحشية وغير القانونية."
وسارعت إسرائيل لانتقاد التقرير قائلة إن المنظمات "اختارت تقديم مزاعمها عن طريق ووسائل الإعلام ، دون منح إسرائيل فرصة للرد على التقرير."
وقال الرائد، غاي إينبار، الناطق باسم المنسق لأنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي: "مزاعم المنظمات، وكما تبدو في التقرير، متحيزة ومشوهة وبالتالي تضلل الرأي العام."
"وقد ازداد عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة كل يوم عبر معبر كيريم شالوم بنسبة 92 في المائة.. على الرغم من حقيقة أن اسرائيل زادت من الإمكانيات بحيث تتمكن 250 شاحنة من دخول غزة يومياً، لكن الفلسطينيون أنفسهم لم يرتقوا لهذه الإمكانيات."
وتابع: "منذ بداية أغسطس 2010، فإن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل غزة كل يوم يبلغ 176 شاحنة."
ويقر التقرير أنه على الرغم من السماح للمزيد من السلع بدخول غزة، إلا أنه لم تخفف القيود المفروضة، وأن جهود إعادة الاعمار بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي في نهاية 2008 تعرقلت بسبب نقص مواد البناء.
وسمحت إسرائيل بدخول المزيد من البضائع المدنية للقطاع المحاصر، بينما ما زالت تفرض قيودا على الأسمنت والحديد والخرسانة الأساسية لعملية إعادة بناء القطاع الذي دمرته العملية العسكرية الإسرائيلية، بدعوى إمكانية استخدام هذه المواد "لأغراض معادية."
وعلى صعيد مواز، قال جون غينغ، مدير الوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إنه وعلى الرغم من التطورات المشجعة في غزة منذ تخفيف إسرائيل للحصار في يونيو/حزيران الماضي، ما زال الوضع الاقتصادي والإنساني قاتما للغاية.
وقال غينغ في مؤتمر صحفي عقده في المقر الدائم بنيويورك، الثلاثاء: "ما زال علينا قطع طريق طويل لنحرز تقدما أو نستطيع إحداث تأثير حقيقي للسكان على الأرض"، مؤكدا أن 80 في المائة من السكان يعتمدون على المساعدات ولا يستطيعون شراء ما هو موجود في الأسواق.
وقال "إن الناس يشعرون باليأس"، مشيرا إلى محدودية مشاريع البناء التي أجازتها إسرائيل وضرورة إحياء الاقتصاد عبر الصادرات والواردات، وفق المنظمة الأممية
كما أشار غينغ إلى أن منظمة الصحة العالمية قد أفادت أن 90 في المائة من المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي وأن 80 مليون لتر مكعب من مياه الصرف الصحي تصب في البحر المتوسط دون معالجة، هذا بالإضافة إلى دمار عشرات الآلاف من المنازل.