دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد مسؤولون عسكريون السبت، أن عملية اختطاف سفينة شحن ترفع علم ليبيريا، وتديرها شركة أمريكية، أثناء إبحارها في المحيط الهندي بعد ظهر الجمعة، يكشف أن القراصنة الذين ينشطون قبالة السواحل الصومالية، قد قاموا بتوسيع نشاطهم إلى خارج منطقة القرن الأفريقي.
وبحسب ما أعلنت القوة البحرية الأوروبية لمكافحة القرصنة، فقد قام حوالي خمسة قراصنة على الأقل، يستخدمون زورقين صغيرين مجهزين بالأسلحة وقاذفات قنابل، بمهاجمة السفينة "إم في بنما"، على مسافة تبعد حولي 80 ميلاً بحرياً من الساحل الشرقي لأفريقيا، أمام المنطقة الحدودية بين تنزانيا وموزمبيق.
وقام القراصنة باختطاف السفينة، ولم تتوافر أية معلومات حول أفراد طاقمها، المكون من 23 بحاراً غالبيتهم من ميانمار "بورما السابقة"، وكانت السفينة في طريقها من أحد موانئ العاصمة التنزانية دار السلام، إلى ميناء "بيرا" في موزمبيق، وقت تعرضها للهجوم من قبل القراصنة، الذين يُعتقد أنهم صوماليون.
وجاء في بيان صادر عن القوة الأوروبية إن "الهجوم الذي وقع جنوب المياه الإقليمية للصومال، يُعد مثال جديد على التوسع المستمر لمنطقة أعمال القراصنة."
ويعمل قراصنة قبالة ساحل الصومال في خطف سفن في المحيط الهندي وخليج عدن منذ سنوات، ويحققون ملايين الدولارات في صورة فدى من خلال الاستيلاء على سفن بينها ناقلات نفط، رغم وجود عشرات السفن الحربية الأجنبية، التي تقوم بدوريات في المنطقة.
وتسبب الهجمات المتزايدة للقراصنة في منطقة خليج عدن، عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، في إثارة القلق لدى شركات النقل البحري، مما دفع الكثير منها إلى تجنب تسيير رحلات لسفنها بالقرب من الدولة الأفريقية التي تعيش حالة من الفوضى، بسبب غياب حكومة مركزية قوية، منذ سقوط نظام محمد سياد بري، عام 1991.
وفي وقت سابق، قدر خبراء في مجال القرصنة البحرية، وتحديداً تلك التي تجري في خليج عدن، أن تكلفة الهجمات التي تستهدف السفن التجارية، التي تشكل الوسيلة الأساسية لتبادل البضائع في العالم، تتجاوز 16 مليار دولار سنوياً، مشيرين إلى أن قراصنة الصومال تمكنوا خلال 2009 من جمع 100 مليون دولار.
وقال عدد من قادة القوات الدولية العاملة في تلك المنطقة لحماية خط النقل البحري، في لقاءات حصرية مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN"، إن الهجمات مرشحة للتصاعد في الفترة المقبلة، رغم تزايد صعوبة تنفيذها، محذرين من تأثير ذلك على التجارة الدولية.
ومن المتوقع أن يحقق القراصنة خلال العام 2010، الذي قارب على نهايته، مكاسب تعادل 120 مليون دولار، وذلك بسبب ارتفاع قيمته مبالغ الفدية التي يطلبونها للإفراج عن السفن والبحارة المختطفين.