عمان، الأردن (CNN) -- أعلنت الحكومة الأردنية بدء تحقيق في أعمال شغب أعقبت مباراة كرة قدم في العاصمة، عمان، ليل الجمعة، أسفرت عن إصابة 150، العديد منهم من عناصر الأمن.
وقال نائب رئيس الوزراء الناطق الرسمي باسم الحكومة، أيمن الصفدي، إن تحقيقا شاملا بدأ للوقوف على أسباب الأحداث التي تلت مباراة نادي الفيصلي ونادي الوحدات التي جرت على إستاد الملك عبد الله الثاني.
وأشار الصفدي إلى إصابة 150 شخصا اخل منهم 11 لتلقي العلاج، وأن من بين المصابين 25 عنصراً من قوات الدرك والأمن العام والدفاع المدني، موضحاً أن عددا من السيارات من بينها 3 سيارات لدوريات النجدة ومحطة أمنية و 8 سيارات دفاع مدني إضافة إلى عدد من السيارات الخاصة قد تضررت أيضا خلال أحداث الشغب.
وحول تفاصيل المصادمات، قال الناطق الرسمي الأردني إن المعلومات تشير إلى لأنه بعد انتهاء المباراة خرج مشجعو نادي الفيصلي من الملعب وفقا لاتفاق كان تم بين المديرية والاتحاد الأردني لكرة القدم يقضي بخروج الفريق الخاسر ومشجعيه من الملعب أولا لمنع الاحتكاك بين الجهتين وأن ذلك تم بسلاسة في البداية.
وأضاف أن المعلومات الواردة تشير إلى أن أعداداً من مشجعي الوحدات بقوا في الملعب وتزامن ذلك مع إلقاء زجاجات فارغة من الجمهور الذي كان يتواجد في المدرجات العليا على مواطنين خارج الملعب ما دفع قوات الدرك للتدخل.
وأدى تدخل قوات الأمن إلى تدافع تسبب بانهيار سياج فاصل ما بين المدرجات والملعب ما أوقع عددا من الإصابات.
وذكر الناطق الرسمي أن الحكومة ستتابع نتائج التحقيق وستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يثبت انه تجاوز القانون وتسبب في هذه الأحداث المؤسفة.
ويشار إلى أن أعمال العنف اندلعت بعد أن فاز فريق الوحدات، الذي يشكل الأردنيون من أصول فلسطينية غالبية مشجعيه بهدف واحد مقابل لا شيء على فريق الفيصلي الذي تؤازره غالبية من جمهور العائلات الأردنية التقليدية في بطولة دوري المحترفين الأردني.
وأكد الناطق الرسمي باسم المديرية العامة لقوات الدرك، المقدم أحمد حماد لـCNN بالعربية، عدم تسجيل أي وفيات كما أشاعت بعض وسائل الإعلام المحلية، وأوضح حماد أن إصابات الدرك جاءت نتيجة انهيار سياج حديدي فاصل بين مدرجات المشجعين وساحة ستاد الملك عبد الله في منطقة القويسمة (جنوبي عمان) بعد انتهاء المباراة، "ما أدى إلى حالة تدافع عنيفة أسفرت عن إصابات."
ودان الاتحاد الأردني لكرة القدم الذي يرأسه الأمير علي بن الحسين في بيان رسمي ، اللجوء إلى العنف خلال الأحداث التي جرت بعد انتهاء المباراة ، وأكد أن ما جرى كان "مجرد حدث مؤسف وطارئ،" وشدد على ضرورة قيام الجهات المعنية بفتح تحقيق دقيق وشامل في الأحداث في أسرع وقت ممكن من أجل تحديد المسؤولين عنها ومعاقبتهم، ولضمان عدم تكرارها في الملاعب الأردنية ."
و روى شهود عيان لـCNN بالعربية تواجدوا في الملعب أن قوات الدرك قد حاصرت جمهور مشجعي فريق الوحدات داخل المدرجات في منطقة قريبة من السياج الفاصل بين المدرجات وساحة الملعب، إلى حين انتهاء خروج مشجعي الفريق المنافس، "وبينما تدخلت قوات الدرك لضبط التدافع وتعرض البعض للضرب بالهراوات على أرجلهم، فيما أطلقت القوات الغازات المسيلة للدموع."
وقال الطالب الجامعي مؤيد حامد الذي تواجد على المدرجات العليا، إن حالة من الفوضى عمت بصورة مفاجئة عند المدرجات السفلى تفاقمت مع انهيار السياح الحديدي، وأضاف :"سارعت أنا ورفاقي إلى الهرب من الملعب من الطوابق العلوية، فيما تعرض العديد من المشجعين في المدرجات السفلية إلى الضرب والتدافع والغازات المسيلة للدموع."
وتابع شهود عيان بالقول إن المباراة سارت بروح رياضية ولم يتخللها أية خروقات ، فيما أشار البعض إلى متابعة احتجاج المشجعين خارج أسوار الملعب لتمتد إلى المناطق المحيطة وصولا إلى مخيم الوحدات الذي يحتضن مقر نادي الوحدات، ما أسفر عن إحداث أضرارا بعدد من الممتلكات العامة .
وفي الاطار ، أكد من جهته مدير عام مستشفى البشير الحكومي الدكتور عبد الهادي بريزات في تصريحات خاصة لـCNN العربية، أن نحو 65 حالة إصابة متأثرة بالغاز المسيل للدموع راجعت المستشفى من بينهم طفل عمره 10 سنوات، تعرض لحالة تدافع شديدة و"دهس بالأقدام" خلال التدافع في الملعب ووضع تحت المراقبة الحثيثة.
واضاف بريزات :" من خلال الكشف على الحالات التي وصلت عانى غالبيتها من حالات اختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع وجروح بالايدي وخدوش جراء تكسير زجاج ،، بينما لم نجد أثارا لضرب بأدوات صلبة أو علامات تدل على وقوع عنف مباشر."
وزار المستشفى وزير الداخلية الاردني سعد هايل السرور للإطمئنان على المصابين فجر السبت سبقت حالة من التجمهر من جهة ذوي المصابين والمشجعين أمام مستشفى البشير، نتج عنها بحسب تقارير صحافية "حالة من الفوضى" والتدافع" وإلحاق الأضرار بمرافق المستشفى ضمن محاولات دخول الأهالي لزيارة مصابيهم .
إلى ذلك ، توالت ردود الفعل البرلمانية، حيث أصدر النائب الأردني خليل عطية بيانا طالب فيه الحكومة الأردنية فتح تحقيق في ملابسات الحادث، كما طلب من المصابين ومشجعي فريق الوحدات بضبط النفس والحفاظ على الممتلكات.
ورفض النائب عطية تحميل أي طرف مسؤولية الأحداث ، مضيفا بالقول لـCNN بالعربية: "ما حدث أمر مخز وغير مقبول، وسنتابع القضية إلى حين الكشف عن المتسبب فيها."
وسجلت الملاعب الأردنية أحداث شغب عديدة سابقة ضمن بطولات محلية جمعت بين الفرق الرئيسية، فيما اقترب نادي الوحدات من صدارة الدوري بعد فوزه على منافسه الأبرز النادي الفيصلي بطل الموسم الماضي في المباراة المنتهية ضمن مرحلة الذهاب.