دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فيما أعربت تركيا عن استيائها من الاتفاق الذي وقعته كل من إسرائيل وقبرص مؤخراً، لترسيم الحدود البحرية بينهما، أعلنت مصر أنها تتابع القضية بـ"اهتمام"، مما يعكس قلق القاهرة إزاء الاتفاق، الذي يتضمن تقاسم البترول وحقول الغاز الطبيعي، المحتمل اكتشافها شرقي البحر المتوسط.
وكشفت القاهرة الجمعة، في بيان رسمي للمتحدث باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي، عن إجراء اتصالات بين مصر وقبرص حول الاتفاق الذي وقعته الأخيرة مع إسرائيل في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الأخذ في الاعتبار الاتفاق السابق توقيعه بين مصر وقبرص، لترسيم الحدود البحرية بينهما عام 2003.
ولم تتمكن CNN بالعربية من الحصول على تأكيد رسمي من المتحدث باسم الخارجية المصرية بشأن نتائج المشاورات مع قبرص، إلا أن البيان أشار إلى أن الوزارة "تقوم حالياً بالدراسة الفنية والقانونية اللازمة، للتأكد من عدم مساس الاتفاق الموقع بين قبرص وإسرائيل بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر في البحر المتوسط."
وتابع البيان، بحسب ما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، أن كل من قبرص وإسرائيل اتفقتا على "التعاون والتنسيق في التنقيب عن النفط، واستخراجه في المناطق الاقتصادية المشتركة التي تجمعهما في شرق المتوسط."
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، استدعت الخارجية التركية السفير الإسرائيلي لديها، غابي ليفي، وأبلغته استياء أنقرة الشديد من الاتفاقية التي وقعتها إسرائيل مؤخراً مع قبرص، بدعوى أنه "يمس بالمفاوضات الجارية لتوحيد شطريِ قبرص."
إلا أن الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن "مصادر سياسية"، لم تكشف عن هويتها، قولها إن "إسرائيل أطلعت تركيا على سير المفاوضات مع قبرص وتقدمها، رغم أنها كانت تهدف إلى ضمان الحقوق الاقتصادية لإسرائيل"، في منطقة شرق البحر المتوسط.
كما أكدت تلك المصادر رفضها لـ"أي تحفظ" على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية بين الدولة العبرية وقبرص، وكذلك رفضها لـ"أي مطالب تركية" بشأن الاتفاق، وأكدت أن "الاتفاق تم توقيعه بعد مفاوضات استمرت شهوراً، وليس لأي دولة الحق في الاعتراض عليه."
وأشار مصدر سياسي آخر إلى أن "الحدود البحرية بين تركيا وقبرص تمر إلى الشمال من هذه الجزيرة (قبرص)، بينما تمر الحدود البحرية بين إسرائيل وقبرص إلى الجنوب منها، وليست هناك أي علاقة بين المنطقتين."
وأردف المصدر قائلاً إنه "إذا كانت تركيا تطالب بحقوق معينة بسبب احتلالها لشمال قبرص، فإن ذلك ينطوي على وقاحة لا مثيل لها في الساحة الدولية"، بحسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية.