بغداد، العراق (CNN) -- بالنسبة لأطفال العراق، مر عيد الميلاد هذا العام مرور الكرام، خصوصا بعد أن أعلنت معظم الكنائس العراقية تخفيف الاحتفالات بعد سلسلة من الهجمات الدامية والتهديدات التي استهدفت مسيحيي العراق.
غير أن كنيسة القديس جورج، الكنيسة الأنجليكانية الوحيدة في بغداد قررت إرسال رسالة تحد، إذ يقول كانون أندرو وايت، كاهن كنيسة القديس جورج: "معظم الكنائس هنا في بغداد قررت إلقاء قداس عيد الميلاد، ولكننا لم نفعل، فسنقيم الاحتفالات كاملة. إذا ساد الظلام في المكان، فلا بد لك أن تجد فسحة من النور."
ويشارك بعض العراقيين الكنيسة مشاعرها، فالعديد منهم اصطحب أطفاله للقاء بابا نويل، الذي نادرا ما يظهر في هذا البلد الإسلامي.
فمريم سمير، البالغة من العمر 18 عاما، تقول إن عيد الميلاد هذا كان محبطا للغاية، إلا أنها ستحاول الاستمتاع بكل لحظة فيه.
أما هنا في كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية، لم يتم تزيين الأشجار والجدران كالعادة، كما تم إلغاء القداس الليلي بسبب التهديدات المتكررة.
يقول القسيس سعد حنا، من كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية: "العديد من العائلات تخاف من القدوم إلى هنا، خصوصا بعد التهديدات الجديدة التي وصلتنا."
ويؤكد رجال الدين المسيحي أن هذه التهديدات أخذت مؤخرا على محمل الجد، خصوصا بعد الهجوم الأخير على إحدى كنائس بغداد والذي خلّف حماما من الدم، وأعلنت مجموعة متصلة بالقاعدة مسؤوليتها عنه.
وقدّر عدد المسيحيين في العراق قبل الغزو الأمريكي في 2003 بنحو مليون مسيحي، غير أن العنف والتهديد أجبر قرابة النصف منهم على ترك منازلهم والهرب خارج البلاد.
يقول القسيس حنا: "نحن نحاول تقديم الأمل لهم، إلا أن الواقع في بعض الأحيان يكون أقوى من الأمل الذي نحمله."
وحاليا، وحتى شروق فجر جديد في العراق، يصلي مسيحيو العراق بأن يحمل هذا العيد وجميع الأعياد رسالة سلام لكل البشرية.