بغداد، العراق (CNN) -- في مثل هذا الوقت من العام المقبل، 2011، ستكون الولايات المتحدة قد سحبت قواتها من العراق، وتطوي بذلك صفحة من فصل مضطرب في التاريخين العسكريين الأمريكي والعراقي.
ورغم أن الحرب تتراجع وتذوي، إلا أن القلق والاضطراب مازالا موجودين، حيث مازال السكان المدنيون وقوات الأمن والجيش يلقون حتفهم في العراق جراء هجمات.
وفي الأثناء، فإن استمرار العنف يثير شكوكاً وتساؤلات بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستمضي قدماً في خططها بإعادة الانتشار والانسحاب من العراق، أم أنها ستبقى وتمد بقاءها فيه إلى ما بعد العام 2012.
ويقول العميد جيفري بوكنان، المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق: "ما أهمية العلاقات طويلة الأجل.. إنها لا تعتمد على الوجود.. الوجود الدائم للقوات الأمريكية هنا.. ولكنني أعتقد بأن الشراكة مع العراق، وتحديداً مع القوات العسكرية في العراق، مهمة لمصالحنا.. المصالح الأمريكية في المنطقة."
وأضاف أن الاتفاقية الأمنية تنص على انسحاب كامل من العراق وإنهاء المهمة بحلول نهاية العام 2011، مشيراً إلى أن القوات الأمريكية ملتزمة بالاتفاقية وستلتزم بالانسحاب الكامل من العراق.
يشار إلى أن عدد القوات الأمريكية ينخفض بصورة متواصلة وثابتة تقريباً، وأنهت عملياتها القتالية في العراق في الحادي والثلاثين من أغسطس/آب.
وفي الوقت الراهن، لم يبحث قادة العراق أي اتفاق ثنائي مع الولايات المتحدة، ويبدو أن المسؤولين العراقيين على ثقة بأن القوات الأمريكية ستكون قادرة على مغادرة العراق الآمن القادر على الدفاع عن نفسه.
ويقر رئيس الوزراء العراقي الحالي، نوري المالكي، بأن حكومته يمكنها أن تختار التوصل إلى اتفاقية جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، غير أنه أثبط التوقعات بإمكانية تمديد بقاء القوات الأمريكية في بلاده خلال مقابلة أجرتها معه مؤخراً مجلة وول ستريت الأمريكية.
وقال المالكي: "لقد تم إنجاز هذه الاتفاقية وتحديد محتواها دون إمكانية تمديد العمل بها."
ويتفق كثير من المراقبين على أن المالكي وفيّ لما يتعلق بمعارضته للتمديد بسبب حليفه السياسي المعارض للوجود الأمريكي، مقتدى الصدر.
على أن القضية الأساسية حول العام المقبل هي هل يمكن للقوات العراقية أن تتعامل مع الملف الأمني ومعالجته من دون القوات الأمريكية؟
ويقتصر الوجود الأمريكي حالياً على تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة وتجهيز تلك القوات، وستعمل على نقل بعض العمليات، كتدريب قوات الشرطة، إلى مسؤولية وزارة الخارجية الأمريكية.
ويبدي بوكنان تفاؤله حيال الأوضاع الأمنية في العراق، مشيراً إلى تضاؤل أحداث العنف والعمليات الانتحارية قياساً بسنوات سابقة.
وأشار بوكنان إلى أن قتلى القوات الأمريكية في العراق خلال العام 2010 بلغت 60 قتيلاً، وهو أقل عدد من القتلى الأمريكان خلال عام واحد.
غير أن بعض المواطنين العراقيين يشككون بمستوى الاستقرار الأمني، إذ قال رجل اسمه علي إن "القوات الأمريكية موجودة هنا لحمايتنا.. والأوضاع غير مستقرة، فالواحد منا لا يعرف ماذا سيحدث في اليوم التالي أو الذي يليه."
وأضاف قائلاً: "أشعر أنه ما أن تغادر القوات الأمريكية حتى تعود الأمور إلى التراجع وإلى ما كان عليه الأمر سابقاً من ارتكاب مذابح وأعمال قتل."