أوباما أكد أن الولايات المتحدة دفعت ثمناً باهظاً في حرب العراق
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أعلن نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في كلمة له بحضور وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، الأربعاء عن نهاية عملية "حرية العراق" ووجود القوات الأمريكية المقاتلة، وقال انتهت "عملية حرية العراق" وبدأت عملية "فجر جديد."
وأشار بايدن، في احتفال تغيير القيادة، إلى أن العملية الأخيرة هي شكل من أشكال مواصلة الوجود الأمريكي في العراق والمشاركة في تأهيل القوات العراقية وتحسين الظروف فيه.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستواصل كذلك جهودها الدبلوماسية والمدنية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية حافظت على تعهداتها بخفض القوات الأمريكية في العراق، وقال: "نحن على المسار الذي وضعناه لأنفسنا بسحب آخر القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية العام المقبل."
وقال إنه يأمل بزيادة الروابط التجارية مع العراق.
وتطرق بايدن إلى التضحيات في العراق، موضحاً أن عشرات الآلاف من المدنيين والجنود سقطوا قتلى، وأن أكثر منهم جرحوا وأصيبوا خلال السنوات السبع الماضية.
وقال: "أعتقد أن أيامهم السوداء قد ولت الآن."
وحث بايدن في كلمته الفرقاء السياسيين في العراق على تسوية خلافاتهم وتنحيتها جانباً وأن يشكلوا حكومة جديدة في أقرب فرصة، وقال: "لقد أدلى العراقيون بأصواتهم من أجل مستقبل أفضل."
أوباما: دفعنا ثمنا باهظا
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أعلن الأربعاء عن انتهاء مهمة القوات الأمريكية في العراق، إلا أنه شدد، في كلمته التي استغرقت 15 دقيقة، على استمرار واشنطن في تقديم الدعم للحكومة العراقية، وأكد أن تركيز إدارته في الوقت الراهن ينصب على تحسين أداء الاقتصاد الأمريكي، وحسم الحرب في أفغانستان.
وقال الرئيس الأمريكي، في خطاب تلفزيوني من مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض مساء الثلاثاء، إن "الولايات المتحدة دفعت ثمناً باهظاً لوضع مستقبل العراق بين أيدي أبنائه"، وتابع قائلاً: "عبر هذا الفصل المشرف في تاريخ الولايات المتحدة والعراق، فقد كنا على قدر مسؤولياتنا، والآن حان الوقت لطي هذه الصفحة."
وانتهت المهام القتالية للجيش الأمريكي في العراق رسمياً منتصف الليلة الماضية، أي حوالي الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء، بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بعد أكثر من سبع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.
وفيما أعلن أوباما انتهاء عملية "حرية العراق"، التي قادها الجيش الأمريكي بمشاركة قوات من دول متحالفة مع الولايات المتحدة، في ربيع عام 2003، فقد أطلق الرئيس الأمريكي عملية جديدة، يُطلق عليها اسم "الفجر الجديد."
ومن المقرر أن تبقي الولايات المتحدة على 50 ألف جندي من قواتها في العراق، حتى نهاية عام 2011، لتدريب وتقديم الدعم والإرشاد للقوات العراقية، ويمكن لهذه القوات أن تقوم بمهام أكثر، في حالة إذا ما طلبت الحكومة العراقية وأقرت الإدارة الأمريكية ذلك.
وأشاد أوباما بـ"التضحيات الهائلة" التي قدمها الجنود الأمريكيون خلال عملهم بالعراق، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة "أنفقت جزءاً كبيراً من موازنتها في عمليات خارجية، في الوقت الذي كان يعاني فيه الداخل من عجز بالموازنة."
تزايد وتيرة العنف
يتزامن انتهاء المهام القتالية للجيش الأمريكي في العراق مع تزايد في وتيرة أعمال العنف، بالإضافة إلى استمرار حالة "الفراغ السياسي"، نظراً لفشل القادة السياسيين في التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة عراقية جديدة.
وكان رئيس الوزراء العراقي، قد أعلن في وقت سابق الثلاثاء، أن العراق "دولة مستقلة وذات سيادة"، وذلك خلال خطاب وطني لمناسبة النهاية الرسمية للبعثة الأمريكية المقاتلة في العراق.(التفاصيل)
من جانب آخر، وصل وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، إلى العراق في وقت مبكر من صباح الأربعاء، في زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً، تأتي بعد ساعات على وصول نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للمشاركة في الاحتفال بانتهاء المهام القتالية للقوات الأمريكية في العراق.
وهبط غيتس في قاعدة "الأسد" الجوية غربي العراق في حوالي 06:36 من صباح الأربعاء، بالتوقيت المحلي، قبل أن يتوجه إلى "معسكر الرمادي"، حيث التقى هناك مع عدد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين والعراقيين.
ومن المقرر أن يشارك وزير الدفاع الأمريكي في الاحتفال الذي سيُقام في وقت لاحق بعد ظهر الأربعاء، لتسليم قيادة العمليات العسكرية إلى الجيش العراقي، وهو الاحتفال الذي سيحضره أيضاً نائب الرئيس الأمريكي.
ومازال المشهد العراقي يعيش حالة اضطراب، في أعقاب الانتخابات التي أدت إلى فوز قائمة "العراقية"، بزعامة السياسي الشيعي العلماني إياد علاوي، الذي يحظى بتأييد التجمعات السُنية، على قائمة "دولة القانون"، التي يتزعمها رئيس الحكمة "المنتهية ولايته"، نوري المالكي.
ويرى مراقبون أن جماعات مسلحة تسعى لاستغلال "الفراغ السياسي"، لمحاولة إدخال العراق في دائرة من العنف الطائفي مجدداً، مثلما حدث عامي 2006 و2007.