المنامة، مملكة البحرين (CNN)-- انتقد الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات السعودي، وسفير المملكة الأسبق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، مسار الحرب التي تخوضها واشنطن في أفغانستان، وقال إنها انتقلت من معركة ضد تنظيم القاعدة إلى مواجهة مع حركة طالبان، وتطرق إلى تسريبات موقع "ويكيليس" معتبراً أنها "تهدد الدبلوماسية الدولية."
وقال الفيصل، الذي تحدث بختام مؤتمر "حوار المنامة" إن مصادر الأموال في أفغانستان هي المخدرات، مذكراً بأن الولايات المتحدة واجهت انتشار زراعة المخدرات في تركيا خلال العقد السادس من القرن الماضي عبر تدخل الدولة لشراء المحاصيل ومن ثم حرقها، وإعداد المزارعين وطريقة الزراعة والاستثمار فيها بشكل مختلف.
وتابع قائلاً: "عندما طبق هذا الأمر، اختفت المشكلة تدريجياً خلال عامين أو ثلاثة، وحلت المحاصيل الزراعية الغذائية بدل زراعة الأفيون والمخدرات مع مراعاة التعويض اللازم للمزارعين، وهذا البرنامج يجب دراسته وتطبيقه في أفغانستا."
وانتقد تركي الفيصل الحرب في أفغانستان، موضحا بأن حرب الولايات المتحدة الأمريكية الذي بدأها الرئيس السابق جورج بوش وواصلها خلفه باراك أوباما كانت ومنذ 11 سبتمبر 2001 ضد القاعدة وبشكل واضح وصريح ولكنها تحولت إلى حرب ضد طالبان، ورأى أن الحرب ضد القاعدة "هي الأوسع والأكثر شمولية ضد الإرهاب."
وعن عدم الاستقرار في اليمن قال الفيصل إن مبادرة المملكة العربية السعودية في تنظيم مؤتمر المانحين في الرياض في هذا الشهر سوف تساهم في حل جزء من مشاكل اليمن وعلى الحكومة اليمنية حل المشاكل الأخرى.
وكان الفيصل قد تحدث خلال "حوار المنامة" الأحد، فدعا إلى ضرورة "دعم ومساعدة" الشعب الإسرائيلي في اختيار "طريق الديمقراطية"، بدلاً من "الفصل العنصري."
وأشاد الأمير السعودي، الذي يتولى حالياً رئاسة المجلس الاقتصادي بالمملكة، بما جاء في خطاب العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الذي ألقاه في وقت سابق أمام المنتدى الأمني، والذي دعا خلاله الإسرائيليين إلى "الاختيار بين الديمقراطية، أو الفصل العنصري."
كما دعا الفيصل إيران إلى "التعاون" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لتبديد كل المخاوف" بشأن برنامجها النووي، مشيراً إلى الاقتراح، الذي طرحه وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، بإنشاء "بنك نووي"، واصفاً إياه بأنه "يعطينا الفرصة للتحذير من تجارة وانتشار الأسلحة النووية."
وتابع في هذا الصدد قائلاً إن "العالم فرض عقوبات على إيران، ولا أحد يريد مواجهه عسكرية، بل إن الإيرانيين أيضا متخوفين من ذلك"، كما شدد على ضرورة وضع ما أسماهما بـ"الأمن الاقتصادي والأمن الإلكتروني" موضع اهتمام المجتمع الدولي، وليس فقط "الأمن العسكري."