التنظيم ذكّر بالعمليات الواسعة التي نفذها مؤخراً
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجه "أبو عمر البغدادي" أمير ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية" والتي تضم مجموعة من التنظيمات المتشددة التي تعمل تحت قيادة تنظيم القاعدة تهديدات شديدة للعملية الانتخابية المقبلة، معتبراً أنها تهدف إلى "إذلال السنة إلى الأبد وجعل أنوفهم في الطين،" متهماً الحكومة التي تشرف عليها قوى شيعية بالتخطيط لذلك.
وأعلن البغدادي، الذي سبق أن أعلنت بغداد اعتقاله وعرضت اعترافات له دون أن يأكد ذلك الجيش الأمريكي، أن تنظيمه "قرر منع الانتخابات بكل السبل،" منتقداً القيادات السنيّة التي تعتزم الترشح ومتابعة السير بالعملية السياسية.
وقال البغدادي، في تسجيل صوتي عرضته مواقع متخصصة بنقل بيانات التنظيمات المتشددة، ولم تتمكن CNN من تأكيد صحته، إن السنة في العراق "عرباً وعجماً" على أعتاب مرحلة خطيرة "فإما أن نبقى أعِزةً كرماء سادة شرفاء كما كنا أبد الدهر ملوك الأرض وفرسان الحرب، أو يأخذنا الطوفان، طوفانُ الحقد الرافضي الأسود والمكر الصليبي."
واعتبر البغدادي أن الانتخابات "مسرحية هزلية خطيرة" هدفها الأول والأخير "ترسيخ أعوان الصليب الرافضة على عموم العراق وإذلال أهل السنة إلى الأبد وجعل أنوفهم في الطين كما هو حال سُنَّة إيران المساكين على الرغم من كثرة عددهم وصعوبة مناطقهم وتعدد عشائرهم وقوة اقتصادهم."
ورأى زعيم القاعدة في العراق أن هذه الانتخابات "حرامٌ في شرع ربنا وانتحارٌ سياسي،" مكرراً وجهة نظر التنظير لجهة مخالفة الانتخابات للشريعة الإسلامية، ووصف النواب بأنهم "أوثانٌ منصوبة تحت قبة تخضع لقانونٍ أو دستورٍ ظالمٍ جائر يناقض الشريعة الإسلامية ويحاربها في كثيرٍ من أُصول ديننا الحنيف."
ومن وجهة نظر البغدادي، فإن الانتخابات هي خطوة يرمي من ورائها قادة الشيعة في العراق إلى الحصول على "تفويض عام لنحرهم وتشتيت أمرهم باسم الديمقراطية والانتخابات،" مشيراً إلى أن التكتلات الانتخابية الشيعية موحدة وقوية، في حين "دخل أهل السنة هذه المسرحية مُقطَّعِين إربًا."
وشن البغدادي هجوماً كبيراً على أبرز الشخصيات السنية المرشحة بالاسم، فذكر صالح المطلك وعلي الحاتم وسواهم، وشمل هجومه أيضاً الحزب الإسلامي الذي وصفه بـ"خونة الأخوان" وعدد كبار قادته مثل نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، ورأى أن الشخصيات السنية قد ترشحت جميعها ضمن قوائم شيعية.
وأعلن البغدادي أن تنظيمه "قرر منع الانتخابات وبكل السُبل المشروعة الممكنة وعلى رأسها السبيل العسكري،" وأعاد الدعوة إلى توحيد الحركات المسلحة في العراق عبر تشكيل لجنة من "العلماء أو طلبة العلم المتقدمين" للتدقيق في أوضاع كل حركة من جهة، وتوحيد الموقف من طوائف العراق مثل الشيعة والأيزيدية والصابئة المندائية والمسيحيين.
وكشف البغدادي أن تنظيمه كان يخطط لاغتيال أو خطف عدد من كبار المسؤولين العراقيين وكان "قاب قوسين أو أدنى" من ذلك، لكن "العملية الجريئة" كما وصفها لم تكتمل، دون أن يحدد تفاصيلها.
يذكر أن الجيش العراقي كان قد أعلن في أبريل/نيسان الماضي إلقاء القبض على البغدادي، "أثناء عملية عسكرية واسعة،" ولم يصدر عن الجيش الأمريكي تأكيد لهذه الأنباء.
وبعد ذلك بأسابيع، عرض التلفزيون العراقي الرسمي اعترافات للمعتقل الذي قال إن اسمه "أحمد عبد أحمد خميس المجامع" وإنه "انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق في عام 2005 "، وفي العام الذي يليه "أصبح أمير دولة العراق الإسلامية" وهي جماعة تشكل مظلة يشمل تنظيم القاعدة في العراق.
ويضيف الرجل في الشريط أن هدف الحركة هو "فصل السنة والشيعة من أجل تهيئة البلاد لولادة دولة العراق الإسلامية."
لكن موقعا إلكترونيا معروف عنه نشر بيانات لحركات متشددة، نقل بيناً لـ "دولة العراق الإسلامية،" أكدت فيه أن المعتقل ليس البغدادي، وأن الصور التي تم عرضها "مسرحية."