تستمر زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية ثلاثة أيام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، القوة المتزايدة للحرس الثوري الإيراني بأنها "تهديد مباشر للجميع،" مضيفة أن طهران "لم تثبت للمجتمع الدولي أن برنامجها النووي هو لأغراض مدنية،" ملوحة بتشديد العقوبات عليها.
وحذرت الوزيرة الأمريكية من احتمال ألا تترك طهران أمام المجتمع الدولي من خيار سوى "مطالبتها بدفع ثمن أعلى" بسبب برنامجها، معتبرة قرار الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة "استفزازي" و"مخالف للقرارات الدولية."
وأضافت كلينتون، في كلمة ألقتها أمام منتدى "أمريكا والعالم الإسلامي" الذي يعقد في العاصمة القطرية الدوحة، إن بلادها "تعمل مع الشركاء لإعداد إجراءات جديدة تقنع إيران بتغيير سياستها،" مضيفة أن رفع تخصيب اليورانيوم "عمّق شبهات المجتمع الدولي حيال النوايا النووية لإيران.
وانتقدت الوزيرة الأمريكية قمع الحكومة الإيرانية للمعارضين الإصلاحيين في طهران، والمحاكمات الجارية للعديد منهم.
كما أعربت عن "خيبة أمل واشنطن" لغياب التقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط، وأكدت ضرورة تعزيز الشراكة مع العراق، بالتوازي مع مواصلة سحب القوات منه، كما أعادت التشديد على عزم البيت الأبيض إغلاق معتقل غوانتانامو.
يذكر أن كلينتون كانت قد بدأت الأحد جولة خليجية تشمل السعودية وقطر، تزامنت مع زيارة يقوم بها قائد القيادة الأمريكية المشتركة، الأدميرال مايك مولن، إلى إسرائيل لمناقشة الملف النووي الإيراني.
وذكرت مصادر أمريكية أن زيارة كلينتون، التي تستمر ثلاثة أيام، تهدف إلى الحصول على أكبر دعم ممكن في المنطقة للمساعي الأمريكية لوقف النشاطات النووية الإيرانية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيليب كرولي، إن الشرق الأوسط وإيران ستكون من القضايا التي ستبحث.
كما ستجري محادثات مماثلة مع قادة يحضرون المنتدى العالمي السابع لأمريكا والعالم الاسلامي بينهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، حسبما أضاف كراولي للصحافيين.
وفي كلمة وجهها للمشاركين في المنتدى الإسلامي عبر الفيديو، جدد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التزامه الشخصي ببناء شراكات فاعلة بين أمريكا والعالم الإسلامي نحو حياة يسودها الأمل لمستقبل أفضل للأجيال القادمة والتعاون بدلا من الصراع، وفق وكالة الأنباء القطرية.
ويذكر أن قطر واحدة من أربع دول خليجية هي: البحرين والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، زعم تقرير أمريكي أن البنتاغون نشر في أراضيها صواريخ دفاعية للتصدي لهجوم إيراني محتمل.
والاثنين، تجتمع كلينتون بالعاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما ستلتقي مسؤولين سعوديين.
ومن جملة القضايا التي ستبحثها كلينتون الشرق الأوسط وإيران واليمن.
ولم يتطرق بيان كرولي إلى الأجندة التي تحملها كلينتون إلى الدوحة والرياض، إلا أن الزيارة تزامنت مع مباحثات يجريها مولن مع المسؤولين الإسرائيليين، كما تأتي بعد بدء إيران تخصيب يورانيوم بنسبة 20 في المائة، وإعلان أوباما، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.
وتأتي بعد أقل من أسبوعين من كشف تقرير عن نشر الولايات المتحدة لصواريخ دفاعية في أربع دول خليجية تحسباً لهجوم إيراني محتمل، مع تصاعد اللهجة الأمريكية باللجوء للخيار العسكري لحل أزمة الملف النووي الإيراني.
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر عسكرية وسياسية أمريكية، أن تسريع نشر المنظومات الدفاعية يتزامن مع بلوغ سياسة إدارة أوباما تجاه طهران نقطة تحول حاسمة، وبعد فشل المساعي الدبلوماسية في إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي تعمل واشنطن حالياً على حشد تأييد دولي لفرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري الإيراني، الذي يقول الغرب إنه يسيطر على برنامج نووي سري.