البلوي قدم روايته لأحداث السابقة لعمليته
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- نفت عمّان الاثنين الاتهامات التي أوردها العميل الأردني المزدوج همام خليل البلوي، المعروف بأبي دجانة الخراساني، والذي يعتقد بأنه نفذ عملية "خوست" الانتحارية التي قتلت سبعة من عملاء CIA مطلع 2010، وحمّل فيها أجهزتها الأمنية مسؤولية الضلوع باغتيالات طالت قيادات في تنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني.
ورفض وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني، نبيل الشريف، ما وصفها بـ"ادعاءات المدعو همام البلوي" وقال إن الأردن لا علاقة ولا مصلحة له باستهداف بعض الشخصيات التي أوردها مثل (القيادي المتشدد للمقاتلين بأفغانستان) عبدالله عزام، و(المسؤول العسكري في حزب الله،) عماد مغنية."
وأشار الشريف، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية، إلى أن "هذه الأكاذيب لا تستقيم مع المنطق أو حقائق الأمور،" وأضاف أن الأردن "سيواصل جهوده في حماية أمن مواطنيه وملاحقة الإرهابيين دفاعا عن أمنه واستقراره وعن الإسلام الذي يصر الإرهابيون على تشويه صورته السمحة بكل الوسائل."
وأضاف الوزير الأردني أن "الأكاذيب والافتراءات الذي ساقها البلوي لن تثني الأردن عن مواصلة جهوده في الذود عن حقيقة الإسلام الذي الصق به الإرهابيون تهما ظالمة لا تمت لجوهره بأية صلة."
وكان البلوي قد ظهر في مقابلة مصورة أجرتها معه الذراع الإعلامية للقاعدة، تحدث فيها عن خطة تنفيذ العملية وطريقة الإعداد لها.
وذكر البلوي، في التسجيل الذي لم تتمكن CNN من تأكيد صحته، أنه كان يخطط لقتل أو خطف الضابط الأردني، علي بن زيد، لكن الأخير أصر على إحضار عناصر CIA معه، متهماً الأجهزة الأمنية الأردنية بقتل القيادي المتشدد عبدالله عزام، والمسؤول العسكري في حزب الله، عماد مغنية، والزعيم السابق للقاعدة بالعراق، أبومصعب الزرقاوي.
وأضاف أن الولايات المتحدة تثق بالأجهزة الأمنية الأردنية أكثر من ثقتها بالموساد الإسرائيلي.
وتحدث البلوي عن دوافعه لتنفيذ عملية ضد القوات الأمريكية، فقال إنه الألم الذي شعر به بعد أحداث غزة، والتي كتب بعدها مقالته المعروفة على مواقع متشددة تحت عنوان: "متى تشرب كلماتي من دمائي؟" فشاهد عندها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، أبومصعب الزرقاوي في منامه "وكان مشغولاً وكأنه يعد لعملية."
وتحدث البلوي عن مداهمة القوات الأردنية لمنزله في وقت سابق وتفتيشه، ومن ثم اقتياده إلى السجن، حيث تعرف على الشريف علي بن زيد، أحد أفراد العائلة المالكة الأردنية، والضابط في المخابرات، وقد طلب منه "التعامل مع الأجهزة الأمنية للتجسس على المجاهدين في وزيرستان وأفغانستان."
وأضاف البلوي: "اقترحوا علي أن أذهب إلى وزيرستان، فالعجيب الذي لم أصدقه هو أني كنت أحاول النفير في سبيل الله ولا أستطيع، فجاء هذا الرجل (... يقترح علي أن أذهب إلى ساحات الجهاد. فقد كان حلماً! الحمد لله رب العالمين أنه تحقق."
ولدى سؤاله عن الوسائل التي تستخدمها المخابرات الأردنية لتجنيد العملاء، قال البلوي، إنهم يحاولون الحديث عن نسب العاهل الأردني الذي يعود للنبي محمد، وأضاف: "حاولوا إغرائي بالمال وعرضوا علي مبالغ تصل إلى ملايين الدولارات حسب الرجل المستهدف، وخاصة قادة قاعدة الجهاد في بلاد خراسان، ولم يكن ذلك مجرد [كلام]. بل كان هذا الأمر بموافقة الملك عبد الله الثاني."
واتهم البلوي المخابرات الأردنية بمجموعة من عمليات الاغتيال، فقال إنه كان يجلس مع علي بن زيد في مطعم، فحدثه الأخير عن دور علي بورجاق، مدير مكافحة الإرهاب في الأردن، بقتل الشيخ عبد الله عزام، القيادي الأساسي للمقاتلين الأفغان في بيشاور قبل حوالي عشرين سنة.
وأضاف البلوي: "وحقيقة تمكنا من الحصول على معلومات أخرى، كدور المخابرات الأردنية في قتل عماد مغنية المسؤول العسكري لحزب الله، المخابرات الأردنية هي من قتلت هذا الرجل عن طريق أيضاً زرع جاسوس.. كما اعترف لي أنهم من قتلوا أبا مصعب الزرقاوي."
لفت البلوي إلى أنه قام بتسريب أفلام ومعلومات وإحداثيات وهمية، بالتنسيق مع عناصر القاعدة، للمخابرات الأردنية، لإقناعها بأنه يعمل لحسابها، وتابع أن هدف العملية الأساسي كان اعتقال أو اغتيال الضابط الأردني، ولكن الأخير هو من أصر على اصطحاب عناصر CIA معه، ما دفع الانتحاري لاختيار قتلهم معاً بالحزام الناسف.
ولدى سؤاله من قبل السحاب عن سبب اهتمام المخابرات الأردنية بعمليات بعيدة عن أراضيها في باكستان وأفغانستان، قال البلوي إن ذلك كان هدفه "إرضاء الأمريكان" وأضاف: "في نظر الأمريكان المخابرات الأردنية أكثر ثقة من الموساد نفسه."
وختم البلوي مقابلته بتحية وجهها إلى قياديات أردنية متشددة، على رأسها "أبومحمد المقدسي،" و"أبو محمد الطحاوي،" وحض من وصفهم بـ"المجاهدين في الأردن،" على الثأر للزرقاوي ولسجن ساجدة الريشاوي، الضالعة بتفجيرات فنادق عمّان عام 2005 عبر قتل أو خطف كل من يعمل بالمخابرات الأردنية.
يشار إلى أن المقابلة سبقتها رسالة من الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، وهي "مؤسسة السحاب"، وجهت خلالها انتقادات كبيرة للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، واتهمته بـ"الضحك على بعض المغفلين من أمتنا، الذين صفقوا له كثيراً بعد إلقائه لخطبته الرنانة الفارغة من أي مضمون في القاهرة."
كما تحدث البلوي في مقدمة التسجيل قائلاً: "إن شاء الله سننال منكم يا فريق CIA! إن شاء الله سنمسح بكم الأرض! لا تظنوا أنكم في أمان بمجرد ضغطكم على زر لقتل المجاهدين. بل سنأتيكم من حيث لا تحتسبون إن شاء الله."
وأضافت رسالة السحاب أن عناصر CIA الذين قتلهم البلوي مسؤولون عن عمليات الطائرات العاملة بدون طيار، والتي تستخدم في الغارات بأفغانستان ومناطق القبائل بباكستان.