البرلمان الأوروبي في بروكسل
بروكسل، بلجيكا (CNN) -- أعرب البرلمان الأوروبي عن تأييده لتقرير غولدستون وطالب بالعمل على تطبيق التوصيات الواردة فيه، داعياً إلى إجراء تحقيقات للكشف عن الحقائق وتحديد المسؤوليات عن الانتهاكات التي حصلت خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة في نهاية عام 2008 وبداية العام 2009، والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم "الرصاص المصبوب"، فيما أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن أسفها للقرار.
فقد طالب البرلمان الأوروبي الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد، كاترين آشتون، العمل من أجل حشد "موقف أوروبي موحد" يحدد مسؤولية كل طرف عن الجرائم التي ارتكبت خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، بما في ذلك الكشف عن حقيقة الإدعاءات التي أكدت وقوع جرائم حرب هناك، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "آكي."
جاء ذلك في قرار تبناه البرلمانيون الأوروبيون اليوم بأغلبية 335 صوت ومعارضة 287 آخرين وامتناع 43 نائبا عن التصويت، بحسب الوكالة.
وشدد البرلمانيون الأوروبيون على ضرورة أن يعمل الاتحاد الأوروبي، دولاً ومؤسسات، من أجل تطبيق توصيات تقرير غولدستون، حول ما حدث في غزة نهاية عام 2008 وبداية 2009، حيث "يجب على أوروبا التأكد من التطبيق الأمثل للتوصيات الواردة في تقرير غولدستون، خاصة لجهة تقصي الحقائق لدى المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية الأوروبية في الخارج"، كما جاء في نص القرار.
وجدد النواب الأوروبيون تأكيدهم على ضرورة احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان في كافة الظروف، فـ"يعتبر هذا الأمر أساسياً من أجل إقامة سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط"، بحسب التقرير.
ودعا التقرير الأطراف المعنية بالصراع في غزة إلى إجراء تحقيقات مستقلة ومتوافقة مع المعايير الدولية من ناحية السرعة والشفافية والحيادية والفاعلية وذلك من أجل الكشف عن الحقائق وتحديد المسؤوليات عن الانتهاكات التي حصلت.
كما ندد النواب في قرارهم بأعمال القمع التي تعرض لها ممثلو منظمات المجتمع المدني خلال وبعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلاً: "ندعو كافة الأطراف إلى التوقف عن مثل هذه الممارسات."
وجدد البرلمانيون الأوروبيون تمسكهم بإعلان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الصادر في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، والداعي إلى فتح المعابر التي تصل قطاع غزة بالعالم الخارجي بشكل دائم وغير مشروط مما يخفف من وطأة الحصار الإسرائيلي المفروض على المدنيين في القطاع
يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت أصدرت قرارين في الخامس نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي و26 فبراير/شباط الماضي، يتضمنان دعوات إلى إجراء تحقيقات "ضرورية" حول انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وإسرائيل تأسف لقرار البرلمان الأوروبي
من ناحيتها، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية مساء الأربعاء بياناً أعربت فيه عن أسفها لقرار البرلمان الأوروبي الذي يدعو إسرائيل والفلسطينيين إلى متابعة التحقيق حول تداعيات تقرير غولدستون حول عملية "الرصاص المصبوب" في قطاع غزة قبل أكثر من عام وما يشتمل هذا التقرير عليه من اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
ونقل مراسل الإذاعة الإسرائيلية أن وزارة الخارجية أكدت في بيانها "أن قرار البرلمان الأوروبي هذا لا يجدي نفعاً ولا يتمشى ومبادئ الحق والعدل ومما يدعو إلى الأسف صدور هذا التقرير في الوقت الذي تبذل فيه جهود لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني."
وأضاف بيان الخارجية الإسرائيلية: "كما أنه من المؤسف إبداء هذا الموقف من قبل البرلمان الأوروبي في هذه القضية التي تشكل مدار خلافات حادة وتمت مناقشتها في أطر ومنتديات أخرى. وأكد البيان أن إسرائيل ملتزمة بعملية السلام وهي ستواصل الدفاع عن حياة مدنييها وجنودها."
يشار إلى أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة بذريعة وقف عمليات إطلاق الصواريخ عليها من القطاع، الذي تسيطر عليه حركة حماس، أدى إلى وقوع ما يزيد على 1400 قتيل فلسطيني، و13 قتيلا اسرائيلياً، خلال 22 يوما من المعارك.