الأحزاب الشيعية تنتقد القذافي
بيروت، لبنان (CNN) -- شن عدد من كبار السياسيين الشيعة في لبنان هجوماً عنيفاً على الزعيم الليبي، معمّر القذافي، طالبين من الحكومة مقاطعة القمة العربية المقررة في ليبيا نهاية مارس/آذار الجاري، على خلفية اتهام طرابلس باختطاف رجل الدين البارز، موسى الصدر، قبل ثلاثة عقود.
وتراوحت المواقف بين دعوة الحكومة إلى عدم الحضور، وصولاً إلى التهديد بتحركات "ميدانية" لم يتم تحديدها، وجرى اتهام القذافي باتخاذ مواقف "مؤيدة لإسرائيل،" في حين رأت شخصيات سنيّة أن ما جرى هدفه فرض إرادة الأحزاب الشيعية، وعلى رأسها حزب الله وحركة أمل على لبنان.
وجاءت المواقف الشيعية على لسان العديد من السياسيين الذين تحدثوا في مناسبات مختلفة الأحد، وبينهم النائب غازي زعيتر، الذي طالب الحكومة بـ"عدم المشاركة في دعوة لم تأت بعد وعلى اي مستوى او تمثيل،" بعد أن قال إن الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، سيقاطعها.
وختم زعيتر بالقول: "أي مشاركة في القمة هي مشاركة غير وطنية أو دستورية، ولمن يقولون إن لبنان بحاجة لليبيا نقول إن معمر القذافي يحتاج إلى اللبنانيين وموسى الصدر لا يباع بحفنة من الدولارات."
من جهته، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النيابية عضو المكتب السياسي لحركة "أمل،" علي خريس: "نحن لا نهدد، إنها مسألة كرامة كل لبنان، وندعو الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ موقف واضح من مسألة المشاركة، على الحكومة أن تعلن صراحة عدم المشاركة في القمة."
ولكن المواقف الأعنف في هذا الإطار، جاءت من عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل،" خليل حمدان، الذي قال "أين سيجتمع العرب في ليبيا التي اخفت الإمام الصدر، في البلد الذي طرح مشروع دولة اسراطين؟" وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
ووصل الأمر بحمدان إلى حد القول: "لبنان سيعبر إلى المرحلة المقبلة من دون أزمات، وإزاء أي مشاركة (في القمة العربية) سيكون للقوى المقاومة والرافضة لمشاركة لبنان بالقمة مواقف ميدانية تتعدى المواقف الكلامية."
أما النائب هاني قبيسي، الذي اتهم القذافي بـ"لعب دور مشبوه طيلة معاناة العرب وطيلة احتلال إسرائيل للاراضي العربية فكان كل ما يقوم به هو لمصلحة إسرائيل."
وأضاف قبيسي: "نعترض أن يحضر أي مسؤول لبناني عند زعيم الخيمة الذي استبدل القرآن بالكتاب الأخضر ودعا إلى دمج فلسطين وإسرائيل بدولة واحدة هي اسراطين، نحن نعترض على حضور لبنان عند القذافي الذي صدرت بحقه مذكرات قضائية صدرت عن القضاء اللبناني."
وبرز في السياق المعارض لهذا التوجه، مواقف مفتي جبل لبنان السني، محمد علي الجوزو، الذي رأى أن "التهديد بانسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة إذا شاركت في القمة العربية نوع من الابتزاز السياسي لفرض إرادتهما على الشعب والدولة."
وسأل الجوزو: "أين الديمقراطية؟ لا يوجد ديمقراطية. أين الدولة؟ لا يوجد دولة. من يرسم سياسة الدولة الخارجية، حزب الله وحركة أمل أم رئاسة الجمهورية أم الحكومة؟"
وغمز الجوزو من قناة علاقة الأحزاب الشيعية اللبنانية بسوريا التي تتهمها قوى لبنانية أخرى باغتيال شخصيات سياسية في البلاد قائلا: "هناك شهداء كثر وهناك اغتيالات بالجملة، فهل نقطع علاقاتنا بجميع الدول العربية المجاورة المتهمة بهذه الاغتيالات؟"
يذكر أن موسى الصدر هو مؤسس حركة أمل التي تعتبر من أبرز الأحزاب الشيعية في لبنان، ويتولى قائدها الحالي، نبيه بري، رئاسة البرلمان، وفي 25 أغسطس/آب 1978 زار الصدر ليبيا للقاء القذافي، وانقطعت أخباره بعد ذلك، وتتهم "حركة أمل" طرابلس بإخفاء مؤسسها، بينما تصر ليبيا على أنه غادر أراضيها متوجهاً إلى إيطاليا.